اعتبر خبيران عسكريان تمرين رعد الشمال الذي انطلق مطلع هذا الأسبوع في محافظة حفر الباطن شمالي المملكة، فرصة كبيرة لجميع القوات المشاركة فيه للتدريب على نظريات عسكرية مهمة من بينها العمليات العسكرية المنخفضة الشدة والكثافة التي تواجه بها القوات العسكرية التقليدية، التنظيمات الارهابية وكيفية تعامل القوات العسكرية النظامية مع قوات معادية غير نظامية. وشددا في حديثهما ل «عكاظ» على أهمية هذا التمرين، عطفا على مشاركة 20 دولة فيه إضافة إلى قوات درع الجزيرة، فضلا عن نوعية وتطور الأسلحة والعتاد الحربي المستخدم في المناورات العسكرية التي تستضيفها مدينة الملك خالد العسكرية. تأهيل قوات خاصة وقال اللواء الركن الدكتور شامي بن محمد الظاهري قائد كلية القيادة والأركان للقوات المسلحة السابق، إن من أهم أهداف تمرين رعد الشمال هو تدريب القوات المشاركة فيه وخصوصا القوات المسلحة السعودية على قتال قوات غير نظامية، مبينا أن الحروب التي تخوضها الجيوش في السابق كانت أغلبها حروبا تقليدية، جيش يقابل آخر، لكن الآن لم تبق الحروب نظامية وتقليدية، لذا أصبح من الضروري التدريب على هذا النوع من الحروب والقتال، عبر تأهيل قوات خاصة صغيرة الحجم خفيفة التسليح سريعة الحركة لتقوم بعمليات سريعة وخاطفة سواء في الجبال والوديان، أو في الأماكن الخاصة المكتظة بالمدنيين الذين يتخذهم العدو دروعا بشرية في حربهم. الحروب أنواع من جانبه أوضح الخبير العسكري العقيد إبراهيم آل مرعي أن هناك عدة أنواع من الحروب التي تقوم بها الجيوش التقليدية في العالم وتعتمد على نظريات خاصة لكل حرب، من بينها محاربة الجيوش النظامية للتنظيمات والجماعات الإرهابية وحركات التطرف ولها أمثلة متعددة شهدها العالم خلال الحقب الزمنية الماضية، وقد استفادت من ذلك جيوش تقليدية تابعة لبعض الدول مثل جيش الولاياتالمتحدةالأمريكية وغيرها وقامت على تطويره وتنميته، ويتم حاليا العمل أيضا على جانب تطوير نظرية العمليات العسكرية المنخفضة الشدة، وإن كنت أفضل تسميتها بالمنخفضة الكثافة، وهذا ما يعمل الآن في تمرين «رعد الشمال». ويضيف آل مرعي أن العمليات العسكرية منخفضة الشدة أو منخفضة الكثافة لمواجهة القوات غير النظامية وهي التنظيمات الإرهابية والمتطرفة، لا تعتمد على عدد كبير من الدبابات أو راجمات الصواريخ والمدفعية أو غيرها بل تحتاج إلى قوة صغيرة ومدربة، ويتم تدريبها من خلال هذه النظرية (العمليات المنخفضة الشدة) وهو ما يتم حاليا في «رعد الشمال» حيث يتم التدريب على عمليات شبه خاصة لمقاتلة التنظيمات الإرهابية، وهذه فرصة كبيرة لجميع الدول المشاركة للاستفادة من هذا التمرين، وأعتقد أن كثيرا منها لديه الرغبة للمشاركة فيه. ولكي تكون الاستفادة كبيرة من هذه العمليات، يرى آل مرعي ضرورة أن يكون هناك اهتمام بنوعية الأسلحة المستخدمة والتدريب يكون مختلفا، إضافة إلى تغير العقائد العسكرية المختلفة وتوحيدها في مفاهيم عسكرية مشتركة لتنفيذ هذه العمليات العسكرية المنخفضة الشدة، لأن هناك عقيدة ونظرية عسكرية لكل جيش تقريبا، وإيجاد عقيدة عسكرية مشتركة لمواجهة هذا الخطر أمر هام، ولذلك سوف يساعد هذا التمرين في توحيد المفاهيم وخلق عقيدة مشتركة ترتكز على نقاط مشتركة بين هذه القوات وأساليب تدريبها لتكون ذات فائدة إيجابية كبيرة في حال اشتراكها في عمليات عسكرية مشتركة.