أكد إمام وخطيب المسجد الحرام فضيلة الشيخ الدكتور صالح بن محمد آل طالب في خطبة الجمعة أمس أن للمجاهدين والمرابطين على الحدود حقا عظيما على المسلمين. لافتا إلى أنهم يعرضون أنفسهم للموت والخطر والتعب والنصب وكل أنواع المصائب والأهوال ويفارقون الزوجات والأبناء والأهل من أجل أن ينعم إخوانهم بعيشة طيبة وهم يقومون بواجب عظيم. وقال آل طالب إن الرباط والجهاد فروض شرعية لها معالمها وحدودها وفق الشريعة لا وفق الأهواء ولا كما يصورها الأعداء أو يتبناه السفهاء. مبينا أن الرباط والجهاد شرع لحفظ الدين والأنفس والأموال والديار، من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو المجاهد في سبيل الله. وأضاف متسائلا: هل يعلي كلمة الله من يقتل المصلين في المساجد وينتهك الحرمات ويزعزع الأمن في ديار الآمنين ويستهدف المسلمين قبل غيرهم بالقتل والتخريب والتدمير. لافتا إلى أن من يحمي ثغور المسلمين ويدفع عنهم هو المرابط في سبيل الله. وأبان أن الرباط يكون عادة في الثغور وعلى أطراف البلاد. كما أن لأهل الداخل رباطا آخر، لا يقل أهمية عن رباط الحدود، خصوصا إذا كانت البلاد دخلت غمار الحروب، إنها حراسة وحدة الصف واجتماع الكلمة، وهو ثغر يحرص العدو على النفاذ منه إذا أعجزته ثغور الأطراف، بل إنه لا قيمة لكل جهد على الحدود إذا تم النيل من ثغر الداخل، هو الثغر الذي يستهدفه المنافقون عادة وقد يستدرجون إليه المغفلين والجهال. إن العقل والمنطق يقضيان بتأجيل أية خلافات داخلية أو خصومات ولو كانت خلافات مستحقة ما دامت البلاد في حرب فكيف إذا كانت خصومات مفتعلة وساذجة تشغل بها المجتمعات. ووجه رسالته للمرابطين قائلا: أيها المرابطون في سبيل الله إنكم والله تغبطون على ما أنتم فيه من عظيم العمل وجزيل الثواب، فهنيئا لكم الأجر والشرف، اقتدوا بالنبي وصحبه في ذلك، وأبشروا بالنصر والظفر.