يراهن لاعب الاتحاد السابق عيسى خواجي على قدرة فريقه في المنافسة على لقب كأس الملك لهذا العام، متوقعا أن يعود من خلاله لمنصات التتويج، لكنه في المقابل يستبعد أن يكون له فرصة في تحقيق لقب الدوري عطفا على الإمكانات الحالية، مرشحا الهلال للظفر به، مرجعا ذلك إلى التفوق الذي ظهر به على الأهلي والروح المعنوية التي اكتسبها في أعقاب تتويجه بكأس ولي العهد والحالة الجيدة التي يتمتع بها عناصريا وفنيا. وكشف في حواره مع «عكاظ» الفارق بين نجوم جيله ونجوم الفريق الحالي، إذ يرى أنهم أكثر وفاء من اللاعبين المحترفين الذين اعتادوا مساومة أنديتهم مع كل تأخر لمستحقاتهم المالية، الأمر الذي لعب دورا كبيرا في تراجع الرياضة السعودية إجمالا، وتطرق للعديد من المواضيع التي نورد تفاصيلها فيما يلي: أين عيسى خواجي بعد هذه السنوات الطويلة من الاعتزال، ولماذا توارى جيلكم عن المشهد الرياضي بعد توديع الملاعب؟ لكل زمان دولة ورجال، هكذا هي الحياة جيل يرحل وآخر يأتي ونحن جزء منها قدمنا الكثير على معشبات كرة القدم وودعناها ليتولى آخرون هذه المهمة، أما توارينا عن المشهد فذاك سؤال أوجهه معك إلى الإعلام والبرامج الرياضية والأندية واتحاد القدم أين جيلنا ومن سبقه من خارطة اهتمامكم، توارينا لأننا لم نجد من يهتم بخبرتنا وتاريخنا الطويل في النقد أو التحليل أو التدريب أو شيء من هذا، ولا يمكن لأي نجم منا أن يفرض نفسه بشكل أو بآخر على أحد بل ننتظر التقدير والدعوة التي تليق بنا منهم. كأنك تشكو الإجحاف؟ إطلاقا ولكن هذا الواقع، كان هدفنا فيما مضى خدمة شعار المنتخب ونادينا الاتحاد، ولولاهما لما عرفنا الناس، إذ إعتزلت عام 1404ه أي قبل 3 عقود تقريبا، وما زلت أجد نفسي مدينا لرياضتنا ومنتخبنا والاتحاد بالكثير ولن أتردد في خدمتهم من أي موقع وبأي طريقة، جيلنا وإن عانى بعض التجاهل لكنه سيظل وفيا كما كان، فالمهم أن تكون رياضتنا بخير وبأفضل حال. طلال بن منصور رمز العميد من يحضر إلى ذاكرتك عند الحديث عن الوفاء؟ يبقى الأمير طلال بن منصور رمزا للوفاء وقفاته معنا كانت ولا زالت مواقف رجل محب ومخلص، يصرف من حسابه الخاص لا يبخل على اللاعبين بالمال والدعم المعنوي والسؤال عنهم وعن أحوالهم، بالنسبة لي هو حالة نادرة لا تفارق الذاكرة ومن الشخصيات التي أثرت في الكرة وحفظتها بالوفاء والدعم، أما من بقية الزملاء اللاعبين فلا أنسى من زارني منهم أخيرا في المستشفى بينهم جمال فرحان وطلال سنبل وسعيد غراب، هؤلاء يظهر معدنهم في الأزمات كما يظهر في أوقات الرخاء. بين جيلكم والجيل الحالي فوارق كبيرة، برأيك بماذا امتازت حقبتكم؟ في عهدنا كنا هواة لا نتقاضى الملايين لكننا بصراحة كنا أكثر إخلاصا لأنديتنا، لاعبو اليوم إذا لم يستلم راتبه تجده يضرب بمصلحة ناديه عرض الحائط تارة يتهرب وأخرى يتعلل بالإصابات أو ظروفه الأسرية، وأقولها «بالفم المليان» هذا معيب ويجب على اللاعبين أن يكونوا أكثر إخلاصا لشعار ناديهم وأكثر تقديرا لجماهيرهم، فالكرة السعودية الذي ظلت ومنذ عقود ذات سيادة على الكرة الآسيوية أصبحت في وضع غير جيد نتيجة تعالي اللاعبين والتفكير في مصالحهم فقط، أتمنى أن يعيد هؤلاء حساباتهم لوقف التراجع احتراما للوطن الذي لم يقصر معهم بالدعم عبر المنشآت الرياضية العملاقة التي لم تتواجد في كثير من دول الشرق الأوسط، وعلى القائمين على اتحاد الكرة التركيز على دعم قاعدة الناشئين لأن منها تكون الانطلاقة الحقيقة فمعظم أنديتنا أهملتها واتجهت لشراء اللاعبين الجاهزين من أندية محلية وهذا لا يواكب الطموحات ولا يحقق الهدف من قيمة الأندية ويلبي أدوارها. وماذا عن الجماهير بين الأمس واليوم؟ في الاتحاد تحديدا لم تختلف، كانت رائعة كما هي اليوم وهتفت لنا جميعا كما تهتف لنجوم هذا الجيل وتملأ الجوهرة عدة وعتادا، في السابق تغنت بسعيد غراب والنور موسى -رحمه الله- وعيسى خواجي وغيرهم، واليوم تتباهى بمحمد نور وحمد المنتشري وعبدالفتاح عسيري وفهد المولد وغيرهم وهذه سنة الحياة، وليس غريبا أن تحطم مدرجات الاتحاد بقية الفرق وتكتسح الأرقام فقد عودتنا على أن تكون الأولى منذ تأسيس الكرة، ومن غير المنطق الحديث عن شعبية تضاهي شعبية العميد وهو الأقدم في رياضتنا. ريفاس والسومة وإدواردو الأفضل كيف تقيم مستوى الدوري السعودي؟ هو الأقوى عربيا بلا منازع، وهو منذ أن كان يسمى بالدوري السعودي الممتاز يجلب الإثارة ويختطف المتابعين بوجود لاعبين عالميين وعرب لهم ثقلهم أمثال تميم الحزامي وتوفيق بالغيث وبوكير في الاتحاد، وطارق ذياب والجندوبي في الأهلي وريفالينو ونجيب الإمام في الهلال ومصطفى النقر والعقربي وغيرهم في النصر، وهو الحال ذاته اليوم هناك لاعبون يخطفون الأضواء رغم أننا أصبحنا نشاهد لاعبين محترفين أقل من مستويات من اللاعب السعودي للأسف، وهو إن لم يكن مميزا ويصنع الفارق مثل لاعب الاتحاد الفنزولي ريفاس والسوري عمر السومة وإدواردو في الهلال فما الفائدة إذن! من ترشح للفوز باللقب؟ رغم حظوظ الاتحاد لكنه لن يخرج عن الهلال والأهلي، والزعيم برأيي هو الأقرب لحسم اللقب وفق شواهد عدة آخرها ظهوره القوي أمام الأهلي في نهائي كأس ولي العهد، وهو إن نجح في تخطي الاتحاد غدا سيكون قد قطع أكثر من ثلاثة أرباع المشوار لحصد اللقب الكبير، ولعل الإدارة القوية والمدرب الذكي سمتان تميزانه عن الأهلي والاتحاد حاليا وتزيد من حظوظه اللقب. كأس الملك فرصة النمور ولماذا استبعدت الاتحاد، وهل ترشح لأي لقب هذا الموسم؟ الفوارق الفنية والعناصرية تجعلها أقل حظا، ولم استبعده مطلقا ولكن قلت رأيي فيما يتعلق بالظروف التي تحيط به، بإمكانه أن يسعد جماهيره الوفية ويحقق على الأقل بطولة كأس الملك وهي فرصة له وفق مجريات القرعة، وربما ينجح في اقتناص فرصة ذهبية إن أفلح في تخطي دور المجموعات ونجح في ترميم صفوفه الموسم القادم، فالخبرة الآسيوية ودعم جمهوره قد يعيدانه على عرش القارة الصفراء من جديد.