استاء مثقفون من مقاطعة المثقف للأندية الأدبية وعدم تجديده عضويته في جمعياتها العمومية ومن ثم استفراد عدد من الأشخاص ليس لهم حضور ثقافي سواء من حيث النتاج الأدبي أو الحضور المنبري بترجيح كفة التصويت لإدارات الأندية عموما، وأشاروا إلى أنهم أصبحوا أقلية لا صوت مسموعا لها، مطالبين بممارسة المثقف لدوره التنويري الجاد عبر الحضور والمشاركة. وعن مقاطعة أغلب المثقفين للجمعية العمومية للأندية، أوضح الأديب والناقد سعيد السريحي أنه يمارس دوره الثقافي عبر منبر النادي الأدبي بجدة. مبينا أن أبواب النادي مشرعة له ولزملائه النقاد. موضحا «على مدار أربع سنوات نعقد ندوتنا الأسبوعية كل اثنين تحت مظلة رسمية». وفي الوقت الذي يؤكد فيه الروائي عبده خال تردي الأندية في نتاجها الأدبي رغم الدعم الذي تلقاه، فإن الروائي عمرو العامري يرفض أن يكون عضوا في النادي الأدبي. موضحا «لولا أني ألتقي الأصدقاء هناك لما طرقت». مبينا أن عضوية النادي لم تقدم له شيئا، لا صوت مسموعا، ولا دعوة، ولا طباعة منشورات. وأوضح رئيس منتدى عبقر بنادي جدة الأدبي الشاعر عبدالعزيز الشريف أن ذهنية البعض في المشهد الثقافي المحلي لا تزال بعيدة عن نواة العمل الثقافي الواعي والجاد، وأصبحت تخلط بين الأشخاص العابرين في إدارات النوادي الأدبية وكونها كيانات أدبية تمثل تاريخ وذاكرة أمة ومسيرة معاناة لرواد نحتوا في الصخر لنشأتها في ظل هامش معرفي ضيق وحاد. وأضاف: «هناك عقليات جوفاء من بعض المثقفين، بل إنهم يمثلون إساءة حقيقية للفكر والأدب، وثبت بأنهم لا يملكون إلا أصواتا كأصوات الضفادع المزعجة الهشة، فلا هم عملوا ولا هم صمتوا ولا أقنعوا ولا اقتنعوا». وأوضح أن المكان الطبيعي لتواجد المثقف هو النادي وليس المقاهي والاستراحات، «وسنستمر في العمل الثقافي التطوعي، وسنرفع أصواتنا معترضة ومناقشة، وسنمارس حقنا في القبول والرفض ولا نلتفت للأشخاص الذين لهم مهمة وزمن وسيرحلون كغيرهم، لأن الثقافة رسالة أمة نتوارثها جيلا إثر جيل. من جهة ثانية ، قال الدكتور يوسف العارف: للأسف الشديد فأغلب المثقفين السعوديين يعيشون في أبراج عاجية وقصور مخملية تشعرهم بشيء من التعالي والفوقية، ولذلك تجدهم دائمي السخط على المؤسسات الثقافية وأنها لم تحقق طموحاتهم الثقافية، يقولون ذلك وهم بعيدون؛ فلماذا لا يتواجدون في المعترك ويعترضون من الداخل ويسعون للإصلاح والتطوير. أقول ذلك بمناسبة انعقاد الجمعية العمومية لنادي جدة الأدبي وعدم مشاركة الصفوة من النخب الثقافية، صحيح أن مجلس الإدارة يستفرد بالقرار ولكننا في الاجتماع رفعنا صوتنا واعتراضنا، وأيدنا ما نراه مواكبًا لمطالبنا الثقافية واستجاب المجلس وأعطانا الفرصة للتعديل والاقتراح، وهذا هو المسلك الثقافي الرشيد. ومن هنا فإني أدعو إخواني المثقفين إلى التواضع الثقافي والمعارضة الثقافية الراشدة والتدافع السلمي للوصول إلى الثقافة الحقيقية ثقافة الجوهر لا الثقافة المصطنعة، الثقافة المناضلة لا ثقافة المظاهر كما يقول محمد عزيز الحبابي في كتابه من المنغلق إلى المنفتح. وأخيرًا فإن عزوف المثقفين بحجة أن صوتهم سيكون خافتًا في ظل هيمنة الصوت الإداري الرسمي لا أعول عليه فهذه انهزامية لا مبرر لها والمفترض تغيير هذه القناعات الانهزامية واستبدالها بالتفاعل الإيجابي.