لم تكن «جنادرية 30» بمنأى عن النقد وتباين وجهات النظر في برنامجها الثقافي، وتخلي بعض المدعوين عن حضور ندوات وأمسيات سجلت غياب وزيري الشؤون الإسلامية صالح آل الشيخ والخارجية عادل الجبير. فيما لاحظت «عكاظ» تكرار الوجوه التي تأتي من خارج البلاد مستثمرة دعوة «الجنادرية» في زيارة الأقارب والأحباب وحصد بعض المغانم. إلا أن المشرفين على البرنامج الثقافي ومنهم رئيس اللجنة حسن خليل ونائبه فالح العنزي يعترفون بكل شفافية أنهم وقعوا في استمرار دعوة بعض المثقفين العرب وفاء لعلاقتهم بالملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز. في حين يرى الكاتب العراقي رشيد الخيون أن هدف الدعوة للمشاركة في الجنادرية يتمثل في التفاعل مع الندوات والأمسيات، والإسهام بالمداخلات، وإذا كانت بعض الموضوعات تقليدية أو مدرسية كما يصفها البعض، إلا أن تدشين أول ندوة عن الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز بمشاركة مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل أكسب المهرجان قوة منذ انطلاقه، إذ ظلت كلماته ترن بأجراسها المتناغمة في أسماع المدعوين وحديث البهو طيلة أيام الفعاليات. وجاءت ندوة الملك سلمان لتضع الضيوف أمام شخصية قيادية تولت مقاليد أمور عدة ومهام جسيمة طيلة نصف قرن قبل أن يتسنم ذروة المجد باختياره ملكا للبلاد. وكان اللافت في حديث رئيس هيئة السياحة والتراث الوطني الأمير سلطان بن سلمان أنه كشف عن شخصية سلمان الأب والتربوي والمثقف والمؤرخ والمسؤول، ولعل أبرز ما علق بالذاكرة مما قال إنه سمع الملك سلمان يؤكد وهو معه في موكبه «والله لن أغيّر شيئا مما اعتمده الملك عبدالله بن عبدالعزيز» ليضعنا أمام صورة إضافية من صور الوفاء. ولم تغب الإثارة عن الندوات، إذ شهدت ندوة الدكتور سعد ناصر الشثري مداخلة ساخنة من عضو مجلس الشورى السابق الدكتور محمد آل زلفة، تضمنت نقده مواقف بعض الدعاة ممن يتصدون لمشاريع التحديث الوطني، ويعرقلون مسارات التنمية ليأتي الرد من الشيخ الشثري مخضبا بالتفهم واحترام وجهة النظر وقبول التعليق بصدر رحب والرد عليه بأدب عالم وأسلوب حكيم. وإذا كانت بعض أوراق العمل اتسمت بالتقليدية والطرح المألوف إلا أن هناك أوراق عمل كانت محل تقدير وإجلال خصوصا تلك التي قدمها الوزير اللبناني مروان حمادة، وتضمنت الكثير من الحقائق والأرقام والاحصائيات لمواقف المملكة المشرفة مع لبنان ومع العرب. وحضر الكاتب جهاد الخازن ليروي جانبا من الذكريات مع ملوك المملكة ومسؤوليها. في حين تنوعت مشاركات كل من فهد السماري ورضوان السيد والسفير الألماني بوريس روغة ويوسف مكي وعلي النملة والسفير السعودي في ألمانيا الدكتور عواد العواد ورشاد العليمي وصالح المانع وفهد الشليمي وفارس سعيد ومحمد كامل عمرو وزهير فهد الحارثي عبدالحميد الأنصار ومحمد الجاسر وعبدالرحمن السويلم وعبدالله العسكر وعبدالعزيز بن صقر ومحمد العوين وعبداللطيف الحميد وعلي التواتي وسعود التمامي وأحمد آل مريع وشتايفن فايدنر ومسفر القحطاني وأحمد المزيد وأسامة الأزهري ومهدي رزق الله، والأساتذة حمد القاضي وسلمان الدوسري والوزير الأردني صالح القلاب والسفير اليمني نجيب غلاب وسيمون أبو فاضل وعبدالحق عزوزي وخالد حمادة وبدر العامر وأرشد هرمزلو ومصطفى النعمان.