تباينت آراء رؤساء الأندية الأدبية والمثقفين حول اللائحة الجديدة للأندية الأدبية التي صدرت مؤخرا والتي اعتمدها وزير الثقافة والإعلام، فمنهم من أشاد بها حينما طالبت بخلق بيئة تفاعلية منتجة في أحد بنودها، بينما تم الاختلاف على ما جاء فيها من حكر عضوية الجمعيات العمومية في تخصص اللغات وآدابها، معتبرا ذلك إبعادا للأدباء والمثقفين غير المتخصصين في اللغة وآدابها، إضافة إلى تأييدهم ضرورة أن تكون آلية الانتخابات ورقية رسمية، وليست إلكترونية كما كانت سابقا، وآثار الجدل واللغط حول اللائحة الجديدة مازالت مفتوحة على احتمالات كثيرة، لكننا نتطلع أن تحدث تغييرا في المشهد الثقافي والأدبي ونقله إلى حال جديدة متفاعلة ومؤثرة. «عكاظ» استطلعت آراء بعض رؤساء الأندية والمثقفين فكانت الحصيلة التالية: في البدء تحدث الدكتور عبدالله الحيدري رئيس «أدبي الرياض» قائلا إن «هذا القرار قطع كل الشكوك التي كانت تدور في الوسط الثقافي حول عودة التعيين أو تعيين وانتخاب معا»، وأضاف الحيدري إن «المطلوب منا مساندة هذه اللائحة وتنفيذها خدمة لمستقبل الثقافة في بلدنا، وأن نتجاوز النقد من أجل النقد والشكوى التي لا تنتهي والتذمر غير المسوغ، إذ إن اللائحة أخذت حقها الوافي من الاجتماعات واللجان طوال سنوات، وهي ليست قرآنا لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، ويمكن مستقبلا بعد التطبيق العملي لها تطويرها، وسد أي ثغرة يمكن أن تظهر عند ممارسة العمل بها». وقال الحيدري إن اللائحة «مناسبة، وعالجت بعض النقص في اللائحة الحالية، ومن أهم ما ورد فيها: إضافة هدف جديد، وهو (خلق بيئة أدبية تفاعلية منتجة)، وهذا الهدف يحمل الزملاء الذين سيخوضون الانتخابات القادمة عبئا إضافيا؛ ليكونوا على قدر هذه الكلمات المكثفة ذات الدلالة العميقة، ولن يتم ذلك إلا بمساندة الوزارة للأندية الأدبية في المرحلة المقبلة: ماديا ومعنويا وفي معرض الكتاب وفي دعم مطبوعاتها ودعم اللجان المتفرعة عنها في المحافظات بميزانية مستقلة». وأضاف الدكتور الحيدري إن «من الجوانب المهمة في اللائحة في نظري ما يخص وسيلة الانتخاب، ففي اللائحة الحالية جاءت العبارة: (إلكترونيا أو ورقيا)، وفي الجديدة (ورقيا أو إلكترونيا)، ومعنى ذلك أن صياغة الجديدة نظرت إلى بعض المشكلات التي نتجت عن انتخابات عام1432، وجعلت الأولوية للانتخابات الورقية ثم الإلكترونية، وهذه نقطة في الغاية من الأهمية». وقال رئيس أدبي الحدود الشمالية ماجد بن صلال المطلق إن «من واقع اطلاعي السريع على اللائحة أرى أن التغييرات طفيفة مقارنة باللائحة السابقة، باستثناء إلغاء منصب نائب الرئيس». وأضاف المطلق إن «اللائحة ركزت على الجانب الأدبي فقط وأرى أنها بذلك تجعل الأندية تنغلق على نفسها، ولو لاحظنا أن الأندية الأدبية خلال الأربع سنوات الماضية كانت تواكب المتغيرات في الساحة ثقافيا وليس أدبيا فقط، الآن مع اللائحة الجديدة ستعود الأمور لما كانت عليه الأندية قبل ثماني سنوات للأسف، ويكون همها أدبيا صرفا ولا تكن الأندية في هذه الحالة على تماس مع المجتمع». ويضيف المطلق إن «شرط المؤهل على اللغات وآدابها جاء ليقصي أصحاب التخصصات الأخرى من الأدباء والكتاب الذين ليس لهم إنتاج أدبي، فما ذنب هؤلاء كي لا يتم قبول عضويتهم لهذا السبب؟!». وتقول الدكتورة عائشة الحكمي «أقرأ بنود الانتخابات كأني أقرأ بنود لائحة انتخابات المجالس البلدية، وستبقى الأندية الأدبية تخوض في الخلافات والاختلافات الداخلية، واللائحة لم تكن مقدرة لتأثير الاختلافات على سير العمل فلم تضع شروطا تمنع العبث بالعمل في الأندية، كذلك لم تلتفت لرعاية الأدباء والشعراء رعاية خاصة».