لم يكن أكثر المتشائمين يتوقع أن تؤول إليه مباراة الأهلي مع الخليج إلى التعادل وبهذه الرعونة التي تناوب على إهدارها لاعبو الأهلي أصحاب الخبرة والنجومية والجماهيرية الطاغية التي حبسوا من خلالها أنفاس كل الجماهير العاشقة التي كانت تمني النفس بهزيمة ثقيلة للخليج وتصدر سلم الترتيب، ولكن ما حدث أحبط كل الآمال والتطلعات وعاد الجميع للمزيد من الاحتمالات وانتظار تعثر المنافس إما بهزيمته أو تعادله والعودة للتأويلات التي لن تزيد الأمور إلا أكثر تعقيدا طالما أن الجميع يوقن بأن لاعبي الفريق لم يكونوا على قدر المسؤولية ويحسموا المباراة مبكرا ولم يستفيدوا ويتعظوا من المباريات السابقة التي أثبتت أن الفريق لا يسير في الطريق الصحيح ولا يستحق أن يكون بطلا طالما أنه يكرر أخطاءه الموسمية وبذات الطريقة والانهزامية والتخاذل، معتقدين أن 49 نزالا بلا هزيمة إنجاز يضاف لمسيرتهم الكروية وتناسوا أن المنجزات لا تتحقق إلا باعتلاء منصات التتويج وحصد البطولات. نتفق أن لاعبي الأهلي لم يكونوا في يومهم وكانوا أشباه لاعبين يتناقلون الكرة بتثاقل وجل كراتهم مقطوعة ولم نشاهد جملة تكتيكية كالتي عهدها المتابعون عن الأهلي وتعامل المدرب جروس مع المباراة بكثير من السذاجة التي فتقت كل حبال الصبر ولم يكن في الموعد حينما زج بالسومة وهو غير جاهز ذهنيا وأبقى الحاضر مهند بجواره حتى منتصف الشوط الثاني وأخرج فيتفا الذي كان مصدر قلق لدفاعات الخليج بدلا من إبقائه هو والمقهوي وإخراج تيسير الذي كان تائها ليزيد من شن الهجمات وتنويعها من العمق والأطراف، ولكن يبدو أن السيد جروس لعب من أجل التعادل المخزي وليس غيره! صحيح كانت هناك أخطاء والجميع يتحمل السقوط المر المدرب واللاعبون وقبلهم الجهاز الإداري الذي لم يهيئهم نفسيا ومعنويا وتحفيزيا، هذا إذا ماعرفنا أن لاعبي الفريق كانوا يتابعون مباراة الهلال والفتح داخل غرف الملابس كما يجب ألا ننسى الحكم الطربش الذي أخفق في إدارته للمباراة وأغفل ضربتي جزاء صريحة واتفق على صحتها خبراء التحكيم إضافة للهدف الذي تجاوز خط المرمى لكن بطنه أبى أن يقنع الطريس ورفاقه الذين نحروا رقاب الجماهير الأهلاوية ووأدوا صدارة كانت متاحة للأهلي ولأن المستديرة وجنونها علمتنا أن نتوقع كل الصدمات وأن ننتظر الأسوأ ونحسب حساب لكل مباراة ومؤشراتها والعمل وفق معطيات أحداثها في وقت يفرض عليك لا تنتظر أن تكون الأفضل فيه لتفوز بل ابحث وفتش عن كل ما يساعدك سواء من داخل أو خارج الملعب. ومضة : من سند أهلينا بأوقات الشدائد .. غير خالد في الليالي الحالكة!!