منعت الضربات الاستباقية، الإرهابيين من تنفيذ أكثر من 250 عملية إرهابية، خططوا خلالها لإهلاك الحرث والنسل والإفساد في الأرض، ليسجل «مشرط» الأجهزة الأمنية نجاحا واضحا في كسر قوة تلك الجماعات المتطرفة والإرهابية. وكشفت تلك العمليات النوعية لرجال الأمن، أوكار الإرهابيين لتقصم ظهورهم، في عقر دارهم وداخل مخابئهم، وقبل تنفيذ جرائمهم الشيطانية، ليتم القبض على المخططين لتواصل المملكة تميزها في معالجة ملف الإرهاب ومواجهة التنظيمات الإرهابية، ليس في الداخل فحسب، بل امتدت النجاحات لإفشال مخططات كانت تلك الجماعات تنوي تنفيذها في أكثر من 12 دولة بتمرير معلومات أمنية إلى تلك الدول المستهدفة. ولعل أبرز العمليات الاستباقية ضد التنظيم المتطرف تضمنت إحباط عملية إرهابية عبر 7 سيارات مفخخة، ثلاث منها كانت في مراحل التشريك النهائي وضبط كميات من المواد المتفجرة، وأدوات تستخدم في أغراض التشريك وذلك في عملية ضبط المطلوب الخطر يزيد بن محمد عبدالرحمن أبو نيان، الذي قتل رجلي أمن في عملية إرهابية في 19/6/1436 أثناء تنفيذ مهامها الاعتيادية شرق مدينة الرياض. كما أطاحت وزارة الداخلية خلال الفترة الماضية بتنظيم مرتبط بتنظيم داعش، يدار من المناطق المضطربة في الخارج، حاول تنفيذ مخططات إرهابية كبيرة، مستعينا بخلايا عنقودية تضم 431 شخصا، غالبيتهم سعوديون، إضافة إلى مشاركين يحملون جنسيات أخرى شملت اليمنية والمصرية والسورية والأردنية والجزائرية والنيجيرية والتشادية تم ضبطهم جميعا، وتنتمي هذه الخلايا لتنظيم داعش، من حيث تبني الفكر وتكفير المجتمع واستباحة الدماء، وينقسمون إلى 3 خلايا إرهابية. وتواصلت العمليات الاستباقية لتحقق في رمضان الماضي، نجاحا باعتقال 144 شخصا «عملوا على نشر الفكر المنحرف عبر شبكة الإنترنت وتجنيد العناصر ونشر الدعاية المضللة»، إلى جانب ضبط عدد من الوثائق والأجهزة ووسائل الاتصال ومواد متفجرة هربت من الخارج وأسلحة وذخائر. وفي سبيل تجفيف منابع الإرهاب ومحاصرته حصرت الداخلية في إعلان 9 قوائم لمطلوبين تورطوا في الإرهاب بالمملكة بدءا من منتصف 2003، وحتى القائمة التي ضمت 16 داعشيا، مخصصة مكافآت مالية لمن يبلغ عنهم أو يحبط عملية إرهابية، بواقع مليون ريال للتبليغ عن مطلوب، وترتفع إلى خمسة ملايين للتبليغ عن أكثر من مطلوب، وتصل إلى سبعة ملايين ريال لإحباط عملية إرهابية. وتعاقبت الجهود والمتابعة الأمنية المستمرة لأنشطة الفئة الضالة، ليتم الكشف عن خلية إرهابية مكونة من خمسة أشخاص في ثلاثة مواقع، اثنان منها بمدينة الرياض والثالث بمدينة الدمام بالمنطقة الشرقية، ومن بينهم الشخص الذي استأجر منزل المونسية كوكر إرهابي، فر منه قبل مداهمته، ويدعى فهد بن فلاح سليمان الحربي، وقد كانت هذه الخلية تخطط لتنفيذ عمل إرهابي وشيك بلغ مراحل متقدمة من الإعداد للتنفيذ. وتزامن ذلك مع تنفيذ أربع عمليات أمنية يوم الأحد الموافق 14/12/1436، الأولى في شقة سكنية بحي بدر بمدينة الدمام بالمنطقة الشرقية، ونتج منها مقتل المطلوب عبدالعزيز بن زيد الوبيري الشمري بعد مبادرته بإطلاق النار على رجال الأمن، والموقع الثاني شقة سكنية بحي الفلاح بمدينة الرياض ونتج من المداهمة مقتل المطلوب عقيل بن عميش عقيل العقيلي المطيري (سعودي الجنسية) بعد مبادرته بإطلاق النار على رجال الأمن، وهو ممن سبقت استعادتهم من العراق وسجنه بعدها ثلاث سنوات، فيما كان الموقع الثالث فيلا سكنية بحي الأندلس في الرياض ونتج من محاصرتها استسلام المطلوب فيصل بن حامد أحمد آل حامد الغامدي.