سجل المهرجان الوطني للتراث والثقافة الذي ينظمه الحرس الوطني في الجنادرية كل عام حضورا تاريخيا امتد عبر ثلاثة عقود مدونا اسمه في قائمة المهرجانات الأكثر إقبالا وتنوعا وتأصيلا للحوار والمثقافة والتواصل مع الآخر من خلال الموروث والثقافة والحرف والصناعات التقليدية، ما يؤكد اهتمام القيادة بالتراث والثقافة والتقاليد والقيم العربية الأصيلة. وبرعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز تنطلق مساء الأربعاء الرابع والعشرين من الشهر الهجري الجاري فعاليات الدورة الثلاثين للمهرجان الوطني للتراث والثقافة الذي تنظمه وزارة الحرس الوطني. وأوضح مدير فرع جمعية الثقافة والفنون في منطقة الباحة أن مهرجان الجنادرية نجح في إبراز أوجه التراث الشعبي المختلفة متمثلة في الصناعات اليدوية والحرف التقليدية بهدف ربطها بواقع حاضرنا المعاصر والمحافظة عليها كهدف من أهداف المهرجان الأساسية وإبرازها لما تمثله من إبداع إنساني تراثي عريق لأبناء هذا الوطن على مدار أجيال سابقة إضافة إلى أنها تعتبر عنصر جذب جماهيري للزائرين. تاريخ المهرجان حقق المهرجان الوطني الأول للتراث والثقافة الذي افتتح عام 1405ه عبر نشاطاته المتنوعة بعضا من أهدافه المرسومة لتأكيد الاهتمام بالتراث السعودي وتذكير الأجيال به وتوسيع دائرة الاهتمام بالفكر والثقافة وكذلك الحفاظ على معالم البيئة المحلية بما تحمله من دروس وتجارب. وتم إنشاء قرية متكاملة للتراث تضم مجمعا يمثل كل منطقة من مناطق المملكة ويشتمل على بيت وسوق تجاري وطريق وبها معدات وصناعات ومقتنيات وبضائع قديمة. فيما أضاف المهرجان في عامه الثاني برنامجا ثقافيا تضمن الندوات والمحاضرات والأمسيات الشعرية شارك فيها عدد من الأدباء العرب وحضرها حشد من المفكرين والكتاب العرب الذين دعاهم الحرس الوطني وبلغ عددهم من داخل المملكة وخارجها أكثر من مائة كاتب ومفكر. إضافة إلى عروض شعبية شاركت فيها ثلاث عشرة فرقة شعبية من جميع مناطق المملكة. وفي المهرجان الوطني الثالث للتراث والثقافة تقرر أن تنظم ندوة ثقافية كبرى يشارك فيها كبار المثقفين والمفكرين العرب وتهتم بالتراث الشعبي العربي وجميع تفرعاته وعلاقته بالفنون الأخرى. وتخصص الندوة كل عام موضوعا معينا يقدم فيه الباحثون والمفكرون أوراق عمل ودراسات علمية متخصصة. وكان موضوع الندوة الأولى (الموروث الشعبي في العالم العربي وعلاقته بالإبداع الفني والفكري).وأقيم أول جناح للصناعات الوطنية وأول مسابقة للطفل السعودي تهتم بالتراث الشعبي السعودي وعرض للأزياء النسائية القديمة. فيما شاركت دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية لأول مرة المهرجان الوطني الرابع وعرضت فيه 60 مهنة وحرفة شعبية من أربع وعشرين منطقة من مناطق المملكة. وأقيم 23 معرضا للجهات والمؤسسات الحكومية قدمت فيه نماذج من تلك الجهات وبعض المقتنيات والتحف القديمة وأقيم في جانب من السوق الشعبي أول معرض للكتاب السعودي شاركت فيه ست عشرة هيئة حكومية وإقليمية وكذلك 22 دار نشر سعودية، إضافة إلى مشاركة دولة قطر بعدد من المطبوعات، وكان موضوع الندوة في ذلك المهرجان (الفن القصصي وعلاقته بالموروث الشعبي) عقدت لها ست جلسات ونوقشت فيها ست ورقات عمل من المثقفين والأدباء السعوديين والعرب وشارك في مناقشتها 28 أديبا ومفكرا سعوديا وعربيا ومستشرقا. وشهد المهرجان الوطني الخامس للتراث والثقافة عديدا من البرامج والنشاطات المتنوعة الثقافية منها والفنية التراثية. وأقيم في هذا المهرجان للمرة الأولى معرض للوثائق ضم عددا من الوثائق السياسية والاجتماعية والتاريخية تبرز بوضوح بعضا من تاريخ المملكة وكفاح الملك عبدالعزيز. وقدمت ست ندوات وأمسيتان شعريتان ومحاضرتان، وكانت الندوات عن (ظاهرة العودة العالمية للتراث) و (الانتفاضة الفلسطينية) و (المخدرات) و (ثقافتنا والبث الإعلامي العالمي) و(الحركات الإسلامية المعاصرة بين الإفراط والتفريط). وتميز المهرجان بمشاركة المسرح السعودي. وتناول المهرجان السادس (النص المسرحي) وعلاقته بالإبداع الفكري والفني وتوجت الندوة في ختام أعمالها بإعلان بيان الجنادرية الذي نوه فيه المشاركون من الأدباء والمفكرين العرب والمسلمين بما يبذله الحرس الوطني من جهود في تطوير الحركة الثقافية. وتضمن المهرجان الوطني السابع (الندوة الثقافية الكبرى عن الموروث الشعبي وأثره على الإبداع الفكري والفني) واشتملت على عدد كبير من الجلسات وأوراق العمل والمحاضرات شارك فيها المفكرون والأدباء من المملكة والوطن العربي. وخصص المهرجان الوطني الثامن حيزا للنشاطات المسرحية والعروض الفلكلورية والرقصات الشعبية والندوات والمحاضرات. وشهد المهرجان الوطني التاسع إقامة معرض للكتاب على أرض الجنادرية إسهاما منه في إثراء البعد الفكري والثقافي للمهرجان. وكذلك المهرجان العاشر. واستحدثت الجنادرية 11 مسابقة للقرآن الكريم وأوبريت الافتتاح والعروض الفلكلورية والرقصات الشعبية والفنون التشكيلية. وتميز المهرجان في عامه الثاني عشر بإقامة عدد كبير من الندوات والمحاضرات شارك فيها نخبة من رجال الفكر والاقتصاد والسياسة تركزت حول الإسلام والغرب. فيما حضرت المرأة في المهرجان الوطني الثالث عشر للتراث والثقافة من خلال المشاركات الثقافية والفنية والتراثية التي حظيت بإقبال جماهيري كبير. ولاقى المهرجان الوطني الرابع عشر للتراث والثقافة قبولا لافتا لتزامنه مع مناسبة الذكرى المئوية لتأسيس المملكة العربية السعودية على يد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن بن فيصل آل سعود، لتأخذ نشاطات المهرجان بعدا تنظيميا وبرامجيا وتجهيزيا ونشاطيا مختلفا يتواكب وحجم المناسبة الخالدة. وقدم المهرجان أوبريت (فارس التوحيد) وهو ملحمة شعرية غنائية من كلمات الأمير الشاعر بدر بن عبدالمحسن وألحان الفنان محمد عبده وأداه كل من طلال مداح ومحمد عبده وعبادي الجوهر وعبدالمجيد عبدالله. وتركز النشاط الثقافي في المهرجان الوطني الخامس عشر على ندوة (الإسلام والشرق) و(المرأة المسلمة من أدبيات النهضة والتنوير نقد وتقويم) و(الأسرة المسلمة في خضم العولمة). وجاء المهرجان الوطني السادس عشر معززا لما سبق، وقدم «أوبريت» غنائيا من كلمات الشاعر مساعد بن ربيع الرشيدي وألحان الفنان رابح صقر وشارك في أدائه للمرة الأولى عدد من الفنانين من دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وهم أحمد الجميري من البحرين ومحمد المازن من الإمارات ومحمد المسباح من الكويت وناصر صالح من قطر وسالم بن علي من عمان إلى جانب الفنانين السعوديين محمد عبده وعبدالمجيد عبدالله ورابح صقر. وشهد المهرجان مشاركة دولة البحرين الشقيقة بمتحف داخل السوق الشعبي يحتوى على نماذج لبعض الصناعات والحرف اليدوية السائدة في البحرين قديما، إضافة إلى مشاركة دولة قطر في مقهى يمثل الحياة البحرية وكذلك بيت من الشعر يمثل حياة البادية في قطر. تكريم الرواد وخلال المهرجان الوطني الثامن عشر للتراث والثقافة تم تكريم صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله الفيصل ورجلي الأعمال سعد بن محمد المعجل ومحمد بن صالح بن سلطان إضافة إلى تكريم الأديب السعودي أحمد بن علي المبارك في إطار مشروع المهرجان السنوي تكريم شخصية سعودية، وفي الجنادرية 19 تم اختيار أوبريت (عرين الأسد) كتابة الأمير الشاعر خالد بن سعود الكبير وألحان الفنان محمد المغيص وأداء محمد عبده ومحمد عمر وعبدالمجيد عبدالله وخالد عبدالرحمن وأخرجه فطيس بقنة.