من يمعن النظر في مهنة التدريس يدرك مدى أهمية هذه المهنة العظيمة، فالمعلم والمعلمة هما أساس المجتمع وحضارته وتطوره، وكل أجيال المجتمع ثمرات كفاحهما، فكل إنسان يلقي علما أو يربي طفلا يكون معلما. مهنة المعلم ليست كما يُظَن أنها سهلة يسيرة، بل العكس من أصعب المهن وأخطرها، وكما أن التعليم مصطلح عمومي ليس خاصا فقط بمن يعلم في المدرسة، فالرسول كان معلمنا الأول وعلى نهجه سار آباؤنا وأجدادنا. إن مسيرة الحياة تبدأ بالتعلم ثم التعليم، فالمرء ينشأ وعنده القابلية للتعلم من والديه أو معلميه أو غيرهم ممن يتلقى منهم التربية والتعليم، وقد أولت مملكتُنا هذا القطاع جلَّ اهتمامها وخصصت له الميزانيات؛ حتى تقوم وزارة التعليم بهذا الدور العظيم، وقد وُضعت أهداف للتعليم في المملكة تنبثق من شريعة الإسلام وبما يناسب طبيعة كل من الطالب والطالبة، وتعدّ أساسها القوي الذي يُبنى به المتعلم منذ أن أنشئت وزارة متخصصة بهذا المجال. لكن مع تقدم الحضارات، وازدهار الأمم، وتطور التقنية، وتحول العالم إلى قرية صغيرة، وكثرة المغريات التي تواجه النشء ظهر العديد من التيارات والأفكار الهدامة التي تخالف كثيرا من المبادئ والقيم، ولا سبيل للوقاية منها إلا بالتعليم المستمر، وقد طُرحت كثير من البرامج ولعل من أشهرها البرنامج الوقائي «فطن» الذي يقي الجيل من الأفكار الهدامة. سميرة بنت علي بافقيه- مدارس الأبناء الثانوية- الرياض