كشفت وحدة تحليل السياسات في المركز العربي للأبحاث في دراسة تحليلية صدرت أمس أن ايران تمارس حاليا تسييس الانتماء الطائفي عبر العالم بربطهم بدولة ليست دولتهم وولاية الفقيه، وهي الأداة الدينية لفرض تبعية. وبحسب نتائج التحليل أن إيران قد استأنفت بعد الثورة سياسات بناء ركائز نفوذ لها في مجتمعات الدول المجاورة عبر محاولات التواصل مع مكنونها المذهبي ، أو ادّعاء تمثيل هذه المكونات وقضاياها عندما لا تملك تواصلا مباشرا معها لقد قام في إيران بعد الثورة نظام ديني مذهبي يحوّل الدولة إلى أداة في نشره وفي تسييس الانتماء الطائفي عبر العالم بربطهم بدولة ليست دولتهم وأخذت إيران على عاتقها مهمة فرض نفسها ممثلا للمذهب حول العالم «لا يشبهها في ذلك إلا إسرائيل» التي تفرض نفسها ممثلا لليهود في أنحاء العالم كافة ومع ذلك، فالشيعة تاريخيا لم يدّعوا يوما أنهم شعب أو قومية، وقلما تبلوروا حتى كطوائف منظّمة داخل مجتمعاتهم التي انتموا إليها أمّا ولاية الفقيه، وهي الأداة الدينية لفرض تبعية كهذه، فكانت دائما موقف أقلية بين علماء الشيعة حتى في إيران ذاتها، فيما لم يسمع بها أحدٌ في البلدان العربية قبل أن يتبناها حزب الله في لبنان. وبدأت عملية بناء قوى وأحزاب وميليشيات شكّلت أدوات لإيران وأذرع لها تستخدمها للتأثير في مجتمعات هذه الدول وفي علاقات القوة القائمة في الإقليم أيضا؛ فجرى إنشاء حزب الله في لبنان من قبل الحرس الثوري الإيراني في مطلع الثمانينات، كما ظهر المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق وجناحه العسكري «فيلق بدر» الذي أسسته إيران عام 1982 وأدى دور رأس الحربة للغزو الأميركي للعراق عام 2003، قبل أن يتمكّن مع مليشيات وأحزاب أخرى حليفة لطهران من الإمساك بزمام الدولة العراقية بعد الانسحاب الأميركي عام 2011. وكانت آخر محاولات إيران في هذا السياق دعم ميليشيا الحوثي في اليمن ودفعها للعمل ك «ثلث معطل»، قبل أن «تجمح» باتجاه السيطرة على البلاد مطلع عام 2015، وكذلك الاختراق المتواصل للحشد الشعبي الذي دعت إليه المرجعية الشيعية في العراق، ولكنها لم تعد تملك السيطرة عليه.