أكد عدد من إداريي ولاعبي فريق التهامي لكرة القدم بمنطقة جازان أن شبح الهبوط لدوري الدرجة الثالثة بات قاب قوسين أو أدنى من ناديهم، الأمر الذي أدخل الفريق وجميع أعضائه في أوضاع نفسية صعبة، وذلك بعد استنزاف عدد كبير من النقاط والخسائر المتتالية في المواجهات التي خاضوها مع الفرق المنافسة في نفس الدوري خارج المنطقة. وأجمع عدد من اللاعبين وأعضاء الفريق على أن رعاية الشباب أجبرتهم على لعب جميع مباريتهم خارج أرضهم منذ انطلاق مباريات دوري الدرجة الثانية بسبب الأوضاع الأمنية، مستغربين في الوقت نفسه صمت رعاية الشباب حيال إقامة مباريات دوري المنطقة وكذلك لعب مباراة تصفيات كأس الملك في جازان. نتائج سلبية واستنزاف للنقاط في ظل غياب الدعم الجماهيري وكثرة الإصابات أدى ذلك إلى تعرض النادي في جميع مبارياته إلى نتائج سلبية وبات شبح الهبوط للدرجة الثالثة يهدد الفريق بعد خسارته لعدد كبير من النقاط جراء السفر المتكرر خلال الأسبوع الواحد ولعب المباريات دون راحة، ما تسبب في إرهاق وإصابة عدد كبير من اللاعبين الأساسيين المؤثرين وغياب البديل الجاهز. وأجمع عدد كبير من لاعبي الفريق على أن ظروف عملهم وارتباطاتهم الأسرية زادت من أوجاعهم، مطالبين رعاية الشباب بالتدخل لإنقاذ النادي من شبح الهبوط لدوري الدرجة الثالثة ولعب ما تبقى من مباريات الدوري في المنطقة أو استثنائهم من الهبوط بسبب الظروف التي أحاطت بالفريق خلال المباريات التي جمعتهم بالفرق الأخرى وكانت نتائجه سلبية، مشيرين إلى أن عدم تكافؤ الفرص سبب استنزافا للنقاط حتى بات الفريق مهددا بالهبوط لدوري الدرجة الثالثة. عامر: عدم تكافؤ الفرص مدرب الفريق الأول الكابتن يحيى عامر أوضح ل «عكاظ» أن عدم تكافؤ الفرص أثر سلبيا في النتائج وأدى إلى استنزاف النقاط، حيث لم يتبق للفريق سوى خمس مباريات ويتذيل الترتيب في دوري الدرجة الثانية بسبب لعبه جميع مبارياته خارج أرضه، وطالب المسؤولين في الرئاسة العامة لرعاية الشباب بدعم النادي واستثنائه من الهبوط بزيادة عدد الفرق المنافسة في دوري الدرجة الثانية، مؤكدا أن الخسائر المتتالية ليس للنادي أو للاعبين أي ذنب فيها بسبب خوض الفريق جميع المباريات خارج أرضه والسفر خلال الأسبوع بشكل متكرر، ما أدى إلى إرهاق اللاعبين وتعرضهم للإصابات والتي حرمتهم من اللعب بكامل جاهزيتهم، كذلك غياب البديل الجاهز والدعم الجماهيري وهو أيضا أثر بشكل كبير في نتائج الفريق. وتابع «هناك عدد من اللاعبين غير المحترفين مرتبطين بوظائف حكومية، وذلك الأمر صعب من مهام تواجدهم للعب مباريات الفريق، أضف إلى ذلك العامل النفسي والاجتماعي في بعدهم عن أسرهم وعن منطقتهم وعن صخب الجماهير، فكلها عوامل مؤثرة لم تساعد الفريق في تحقيق نتائج إيجابية». حكمي: المعاناة بدأت من هنا وقال مشرف الفريق الأول طلال بن يحيى حكمي إن معاناة الفريق بدأت بعد توجيهه باللعب خارج أرضه بسبب الأوضاع الأمنية في الحد الجنوبي، وأضاف: «تم تخيير الفريق بأن يلعب في أبها أو مكة، فتمت الموافقة على مكة، وذلك نظرا لقرب طقسها من جازان خاصة أيام الشتاء، ثم بدأنا الدوري وكانت الأمور شبه جيدة حتى تقريبا خامس أسبوع وهنا بدأ الإرهاق والتعب واضحا على الكل والسبب أنك تسافر أسبوعيا دون توقف، فمبدأ العدل والمساواة في الدوري كان معدوما، وتكافؤ الفرص غائب بين فريق يلعب على أرضه وآخر يلعب خارج أرضه في جميع المباريات، وبدأت الاعتذارات من اللاعبين بعدم السفر بحجة العمل لأن أغلب لاعبي الفريق مرتبطون بأعمال حكومية أو عسكرية، فأصبحنا نجاهد مع الفريق للبقاء في دوري الدرجة الثانية مع العلم أن مدينة الملك فيصل الرياضية تبعد عن الحدود تقريبا 100 كيلومتر ومطار الملك عبدالله مستمر في تسيير الرحلات الداخلية والدولية ودوري المناطق مستمر ودوري الجامعات مستمر ولعبنا تصفيات كأس الملك في جازان، فلا أعلم ما هو السبب في نقل مبارياتنا خارج جازان، وها هو الفريق يصارع من أجل البقاء ويمتلك 8 نقاط فقط من 13 مباراة، فما ذنب الفريق إذا هبط وهو يعاني من جميع الأمور، أخيرا نأمل من الله ثم الرئاسة العامة لرعاية الشباب والاتحاد السعودي لكرة القدم النظر في وضع فريقي الأخدود والتهامي وسوف نستمر في المجاهدة حتى يتحقق للنادي ما نصبو إليه وهو الصعود إلى دوري الدرجة الأولى. معاناة أسبوعية متكررة وتحدث عدد من اللاعبين عن المعاناة التي يعيشونها بسبب سفرهم المتكرر ولعب مباريات خارج المنطقة مما تسبب في إرهاقهم وتعرض بعضهم للإصابات وبالتالي منعهم من اللعب كأساسيين أو خوض المباراة تحت ظروف ضغط الإصابة والإرهاق. فمدافع الفريق حسام عسيري قال «جميع اللاعبين الأساسيين في نادي التهامي يعانون من إصابات بسبب الإرهاق والسفر المتكرر خلال الأسبوع دون راحة حيث تقام المباريات على ملعب الشرائع بمكة ونصل للملعب بعد ساعة من المكوث في مطار جازان والتحليق بالطيران وبعده المكوث تقريبا نفس الوقت في مطار جدة وبعدها تزداد المعاناة، حيث يتم نقل اللاعبين برا عبر النقل الجماعي مسافة تقارب الساعتين حتى نصل إلى ملعب الشرائع بمكة، بعدها يبدأ الجهاز الفني والتدريبي تهيئة اللاعبين لخوض المباراة برغم الإرهاق الذي أصابنا طوال الرحلة، حيث إن الوقت لم يسعفنا للراحة وغالبا ما تكون في اليوم التالي من سفرنا وذلك الأمر أرهق اللاعبين وبسبب ذلك تنوعت الإصابات، ما انعكس على أداء الفريق وأدى إلى نتائج سلبية. بناني: الإصابات عضلية قال طبيب الفريق الأول أيمن بناني إن غالبية الإصابات التي يعاني منها اللاعبون عضلية، وذلك بسبب الإرهاق البدني وقلة النوم، وفترة العلاج تكون أطول، بجانب عدم وجود البديل الجاهز، ما أثر في نتائج الفريق، فمعظم الإصابات علاجها في إراحة اللاعب وفترة علاجه تحتاج ما بين أربعة إلى خمسة أيام، فتجهيز اللاعبين وإشراكهم بوضعهم الحالي صعب جدا، أضف إلى ذلك تغير الطقس، ما أثر على اللاعبين وتعرض بعضهم لنزلات برد وارتفاع في درجة الحرارة، والراحة هي العلاج المباشر الذي يتلقاه اللاعبون في هذه الحالة، ولكن لضيق الوقت وقرب المباريات الأخرى للفريق لا يجد اللاعب الراحة الكافية مما يعرضه لإصابات أخرى. البيجاوي: الأسباب كثيرة وتحدث مدرب اللياقة محمد البيجاوي عن تعرض عدد كبير من اللاعبين للإرهاق أثناء حصص اللياقة، ما زاد من تعرضهم للإصابات وأثر في نتائج المباريات وضياع النقاط. ويقول اللاعب نابث زيلع «أغلب لاعبي الفريق لديهم ارتباطات أسرية وظروف عمل، فاللاعب يضطر للسفر مع الفريق ويؤثر ذلك على قيامه بواجباته الأسرية، فظروف اللعب والسفر خارج المنطقة وظروف العمل كلها اجتمعت في وقت واحد، ما أدخل اللاعبين في صراع داخلي شتت تفكيرهم وأثر في نفسيتهم، ونطالب المسؤولين في رعاية الشباب بتلمس وضعنا وظروف عملنا والتزاماتنا الأسرية». وقال مدير الفريق مراد زرير «لاعبو الفريق موظفون ومرتبطون أسريا، وظروف السفر واللعب خارج المنطقة أثر في نفسياتهم، حيث لا يتحصل اللاعب على راحة سواء من الإصابة أو ظروف عمله، فبعد وصول أعضاء الفريق إلى المنطقة ينخرطون في أعمالهم مباشرة وذلك يحرمهم من قضاء وقت مع أنفسهم ومع ذويهم». وأضاف بأن على رعاية الشباب التدخل لإيقاف هذا الوضع المأساوي الذي يتعرض له الفريق من خسائر للنتائج لأن الفريق يضم لاعبين مميزين، ولكن هذه الظروف حرمت النادي من المنافسة على المراكز المتقدمة وبات متذيلا الدوري ومهددا بالسقوط إلى دوري الدرجة الثالثة، وطالب رعاية الشباب باستثناء الفريق وإبقائه في الدوري. السريعي: النقل متفق عليه ويختتم جملة الأحاديث مدير مكتب رعاية الشباب في منطقة جازان حامد السريعي والذي كشف ل «عكاظ» أن هناك توجيهات من قبل الرئاسة العامة لرعاية الشباب بنقل جميع مباريات فرق الدرجة الثانية، نظرا للظروف الراهنة التي تمر بها المنطقة، مشيرا إلى أن نقل المباريات تم بناء على رغبة الفريقين التهامي والأخدود.