فجر مقطع مصور عن جهاز تليفون سرقه أحد مقتحمي السفارة السعودية في طهران، مشاعر شتى بين رواد المواقع الإلكترونية، إذ تباينت المواقف والتغريدات، بين الغضب العارم والرفض القاطع للسلوك وبين المفارقة الطريفة والتعليق اللطيف الذكي الذي كشف جوانب ساخرة في وجدان غالب المواطنين ممن شاركوا بكثافة في التعليق. لعل نكاتهم وتعليقاتهم الطريفة على مشهد سرقة تلفون السفارة تشير إلى استهجان السلوك الإيراني، ومخالفتها كل الأعراف والقوانين التي تلزم الدول بحماية المقار الدبلوماسية وعدم تعريض سلامة عامليها للخطر. المقار الدبلوماسية تصان بالقانون الدولي والقيم الدبلوماسية العتيقة وهو أمر وضعته سلطات الأمن في المملكة على قمة أولوياتها. الساخرون على واقعة التلفون المسروق، أنشأوا هاشتاقا لطيفا على موقع تويتر حمل وسم (رجع تلفوننا يا خامنئي) فارتاده آلاف المغردين من داخل السعودية وخارجها، وبدت خفة الدم العربية أكثر وضوحا، حين غرد أحدهم متسائلا إن كان طاقم السفارة قد فصل الصفر قبل مغادرة المبنى، وفي ذلك إشارة ذكية إلى سلوك الإيرانيين في سلب واستقطاع حقوق الغير! بدا المصريون كعادتهم أكثر ظرفا في الحملة: رجع تلفوننا يا خامنئي.. هي الدنيا سايبة ولا إيه؟ لكن ألطف التعليقات على الإطلاق حملت اسم السعودي معتز: واضح أن إيران بعد أن عجزت عن مشروعها النووي قررت إنشاء قرطاسية!. مضت أغلب التعليقات الجادة إلى اعتبار سرقة تلفون السفارة السعودية في طهران تجسيدا حيا لحالة البؤس التي يعيش فيها الإيرانيون بعدما أسرفت حكومتهم في مقدرات شعبها في التسلح ودعم جماعات الإرهاب في العالم، وكالعادة نال الحوثيون تقريع وسخرية المشاركين في هاشتاق رجع تلفوننا. ونصح آخرون الشاب الذي ظهرت صورته وقد «استولى على التلفون» بالنأي عن محاولة الاتصال بالعاصمة، لأن الرياض عصية على المعتدين. التغريدات برغم تباينها، ظرفها وجديتها، كشفت أيضا عن جانب هام تمثل في اصطفاف المغردين من كافة الدول العربية والإسلامية مع إخوتهم السعوديين ومساندتهم في الدعوة إلى استعادة التلفون، وهي المساندة الجادة التي بادرت بها كل الدول المحبة للسلام لدعم موقف الرياض وتصديها اللازم لكل الحماقات الإيرانية!