في حقبة ماضية لم يعاصرها أبناء الجيل الحالي.. كانت الأبصار شاخصة تنتظر أمام شاشات التلفزيون لتسمع إعلان ميزانية المملكة عندما كانت تتراوح في بضع مئات من مليارات الريالات. ويصل الحال بالبعض إلى حد «التسمر» حتى الانتهاء من آخر حرف في البيان تمهيدا لفتح باب المناقشات التي لم تكن تتجاوز باب المنزل حينها كونها تتسم بمناخ عائلي أكثر منه تخصصيا. ذلكم مشهد من الزمن الجميل؛ مازال مستمرا في العديد من البيوت.. إلا أن من بين ما كان يثار خلال تلك المناقشات العائلية هو كيفية قدرة المذيع على مواصلة إلقاء البيان وتناول الأرقام لفترة طويلة دون إظهار تلكؤ أو تعب إضافة إلى تساؤلات تطرح حول موعد وصول بيان الميزانية إلى التلفزيون. وحتى تجد تلك الاستفسارات ما يشفي فضولها، يؤكد وكيل وزارة الإعلام لشؤون التلفزيون سابقا الدكتور سليمان العيدي أن كل من مر عليه 20 عاما في التلفزيون تمكن من قراءة الميزانية، مشيرا إلى أن تناول البيانات الرقمية المطولة تحتاج إلى مواصفات وشروط يجب توفرها في من يقف خلف المايكروفون. ولأنه رجل خبير يعرف أروقة ذلك الزمن الجميل فقد استعرض أبرز 5 شروط؛ بقوله: يجب على المذيع الذي يلقي بيان الميزانية أن يكون حاصلا على ثقة المتابعين حتى يتمكن من جذبهم وإبقائهم معه بما يساعده على تحقيق التفاعل المطلوب، وهذا لا يأتي إلا من خلال عمل متمرس وخبرة طويلة. وأضاف: لابد أن يكون الاختيار لصاحب صوت له جودة عالية؛ ففي ذلك أهمية بالغة في الإيصال للمتلقي لاسيما إذا كان متمتعا بلغة فصيحة ولفظ سليم قويم للأحرف والأرقام. الدكتور العيدي أكد أنه لا مانع من تسليم قراءة البيان لأشخاص جدد إذا توفرت فيهم المواصفات المطلوبة للقراءة. وتبقى قائمة المذيعين الذين تناوبوا على قراءة بيانات الميزانية خلال العقود الأربعة الأخيرة عامرة بأسماء كبيرة وقابلة لاستضافة المزيد إلا أن أبرز من في تلك القائمة هم علي النجعي، وسليمان العيسى، وماجد الشبل، وعبدالرحمن يغمور، وحسين النجار، والدكتور سليمان العيدي، وغالب كامل، وخالد البيتي.