لم يكن الوضع الصحي في منطقة جازان، يحتاج إلى حريق ليبرهن لوزير الصحة أن «الوضع مؤلم، والحالة مستعصية، وأن المرض استشرى في الكثير من مستشفيات المنطقة»، وذلك حسبما كان يحلم بأن جازان نهضت صحيا، مراهنا على مستقبل هذا القطاع في تلك المنطقة. بالأمس القريب، عندما كان الوزير المسؤول الأول عن أرامكو وقبل أن تطأ قدماه وزارة الصحة، تفاخر المهندس خالد الفالح، بالوضع الصحي، في كلمة ألقاها بمنتدي جازان الاقتصادي، وراح يسرد حلمه بوجود خطة إستراتيجية ومشاريع تشمل تطوير البنية التحتية للمدينة الاقتصادية، التي تبلغ مساحتها 106 ملايين متر مربع. ولأن جازان الأمل «حسبما يراها مسؤول أرامكو» وقتها استرسل في الأحلام متفاخرا، ومتباهيا، لكنه ما إن تولى الوزارة حتى أتاه الدخان من كل صوب وحدب، معلنا أن الأحلام وئدت وأن لغة التفاؤل خنقها الدخان، وحلم ولادة المستقبل الصحي في المنطقة، قتلته النيران، ليرسل الوزير وكيله لتقديم العزاء في المستشفى. مستشفيات جازان ظلت تراوح مكانها لعقود، يتناوب على إدارتها عدد من المسؤولين، وفي كل مرة تثار حول كل مسؤول يتصدى لهذا الكرسي العديد من الشائعات وتهم التقصير، ويخرج شبه منكسر، حتى أصبحت جميع الوزارات في المنطقة تتقدم نحو الأمام وتواكب التطور عدا القطاع الصحي. اليوم لا نعتقد أن الفالح يستطيع أن يراهن على مستقبل مشرق للقطاع الصحي في جازان، على الأقل في الوقت الحاضر، لأن الكارثة أكبر من أي مسؤولية، وأي مسؤول، والواقع مؤلم، فلقد «سبق السيل الحلم».