اللفتة الإنسانية للأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، باستقباله في مكتبه بالمعذر أمس الأول، أسرة الشهيد العقيد ركن عبدالله بن محمد السهيان، مواسيا لهم، تأتي في سياقها الطبيعي، حيث يحرص الأمير الشاب على المزج بين الحزم كقائد عسكري من خلال تسنمه قمة الهرم الدفاعي (وزارة الدفاع)، وبين الجانب الإنساني الذي عرف عنه، على خطى والده الملك سلمان. وأشاد ولي ولي العهد بشجاعة الشهيد وإنسانيته، وإشرافه على العديد من العمليات القتالية المهمة التي كان لها الأثر الكبير في تحقيق الانتصارات للشرعية في اليمن. فيما عبر إخوة وأبناء الشهيد عن شكرهم للأمير محمد بن سلمان على اهتمامه ومواساته لهم، مؤكدين فخرهم واعتزازهم باستشهاده في ميادين البطولة والشرف. والمتتبع للسيرة الذاتية للأمير محمد بن سلمان، يقف احتراما وتقديرا وإعجابا بسجله الحافل بالإنجازات والخبرات والعطاء والمبادرات الخيرية والإنسانية، فضلا عن شخصيته القيادية الفذة التي تدل على حكمة ودراية وخبرة عالية. فقد عرف عن الأمير الشاب حبه للعمل الخيري، ودعمه للجمعيات الخيرية، وذلك بتشجيع من والده خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، الذي حرص عندما كان أميرا لمنطقة الرياض، على تحقيق رغبة الأمير محمد بن سلمان في مجال العمل الخيري الذي عشقه ورغب فيه، وذلك من خلال تكليفه نيابة عنه بترؤس العديد من اجتماعات الجمعيات الخيرية التي يرأسها الملك سلمان في ذلك الوقت، وحضور اجتماعاتها، وهو ما أكسبه الخبرة الكافية في مجال العمل الخيري، إضافة إلى مواقفه الإنسانية مع العديد من الحالات الاجتماعية. وتوج ولي ولي العهد هذه الصفات الخيرية بتبني إنشاء مؤسسة الأمير محمد بن سلمان الخيرية (مسك الخيرية) وهي مؤسسة خيرية غير ربحية تكرِّس أهدافها لرعاية وتشجيع التعلم وتنمية مهارات القيادة لدى الشباب من أجل مستقبل أفضل للمملكة. ولتحقيق ذلك، تركز المؤسسة على الاهتمام بالشباب، وتوفر وسائل مختلفة لرعاية وتمكين المواهب والطاقات الإبداعية وخلق البيئة الصحية لنموها، والدفع بها لترى النور واغتنام الفرص في مجالات العلوم والفنون الإنسانية. وتؤمن (مسك الخيرية) بأن الحضور المؤسسي لها يمكن أن يدعم تعزيز الجهود نحو مجتمع قائم على المعرفة، سعيا لتحقيق الإنجاز والقيمة المضافة للمجتمع السعودي.