لم يكترث أهالي الربوة جنوبي المهد، بتأخر وصول الخدمات البلدية إلى الحي منذ 40 عاما، وطوروا منازلهم من خيام الشعر إلى صنادق ثم إلى بيوت شعبية، وانتهاء إلى مبان مسلحة. واعتقد الأهالي أن خطوتهم يمكنها أن تفتح المجال أمام الجهات المختصة لتواكبهم بتوفير أبسط الخدمات، وأن تسارع لرفع الحرج عن نفسها، بتوفير السفلتة والأرصفة والإنارة للشوارع، بعدما تلمس حياة حقيقية وتنمية في الحي. لكن خابت آمالهم، وانزوت أحلامهم، حسبما يؤكد نايف دخيل الله الهجلة (80 سنة)، الذي سكن في الحي منذ 45 عاما، وقال: عقود طويلة ونحن نطالب المسؤولين بالنظر والوقوف على أقدم أحياء محافظة المهد وتوفير الخدمات البلدية لنا، خاصة أنه لا يوجد لدى الأغلبية منا صكوك شرعية لمنازلنا وحجج استحكام قديمة جدا. وبين أن الأهالي تبرعوا لفتح طريق ترابي يربطهم بحي السامر بمسافه أكثر من 500 متر طولي، كمدخل للحي. وأوضح فواز عبدالله الفقيه، أن المكاتبات المتكررة لأمانة المدينةالمنورة، ووزارة الشؤون البلدية انتهت بمطالبة بلدية المهد بالنظر في أوضاع الحي، ومع ذلك لم يتغير شيء. وكذلك الحال بالنسبة لخدمة الكهرباء، حيث أكد ماجد عبدالله الفقيه أنه يوجد في الحي عدد من المنازل لم يتم إيصال التيار الكهربائي لها حتى الآن، وقال: طالبنا شركة الكهرباء بإيصال التيار الكهربائي، لكنهم طالبوا بالانتظار ضمن قائمة تشمل محافظة المهد والمراكز التابعة لها مما يجعل انتظار إيصال التيار الكهربائي قد يتجاوز الأعوام، حيث يشكل هذا الانتظار معضلة على البعض من سكان الحي، فاتجهوا إلى الاعتماد الذاتي في توفير الكهرباء لمنازلهم. الميزانية محدودة من جهته، برر رئيس المجلس البلدي بالمهد زويد بليهيد الهجلة، نقص بعض الخدمات في الربوة، بمحدودية ميزانية البلدية، وقال: الميزانية ضعيفة لا تفي باحتياجات الأهالي من خدمات، لكننا مع ذلك طالب المجلس من البلدية بتقديم الخدمات الأساسية، للحي رغم أنه حي عشوائي قديم أدخل في التنظيم وتم ربطه مع حي السامر من أجل إسراع تلبية مطالب الأهالي. وبين أن المحافظة بشكل عام تعاني من قلة مشاريع السفلتة التي تدخل في مشاريع الدمج وتعود لأمانة المدينةالمنورة، وتتوزع حسب الأولويات، وسبق أن طالبنا بسفلتة الأحياء وربط القرى بالمحافظة المهد، لكن المشاريع قليلة بسبب دمج المشاريع.