يتساءل كثير من الرياضيين سواء داخل منطقة القصيم أو خارجها دائما عن غياب الجماهير الكثيف لقطبي كرة القدم بمنطقة القصيم الرائد والتعاون والتي كانت مضربا للمثل في الحضور والمساندة والتشجيع حتى في مباريات فريقها التي تقام خارج المنطقة، فاليوم أصبحت مقاعد ملعب مدينة الملك عبدالله بن عبدالعزيز الرياضية في بريدة خاوية على عروشها يكسوها الغبار، فالجماهير غائبة ولها مطالب لم تتحقق رغم محاولات التحوير والتطوير في المدينةالرياضية. الإعلاميون يشاطرون الجماهير الرأي، مسؤول يلقي باللائمة على من هم أعلى منه، كرة غياب الجماهير يتقاذفها الجميع دون أن تستقر في شباك الحقيقة المرة لسبب غياب جماهير قطبي القصيم صاحبي الجماهيرية الأكثر على مستوى المنطقة الوسطي بعد النصر والهلال الذين يشركهما البعض في سبب تدني الحضور الجماهيري بعد أن ذهبت جماهير القصيم لتشجيعها بحثا عن البطولات التي لم يستطع قطبا القصيم تحقيقها. «عكاظ» رصدت الآراء من كل الأطراف لمعرفة السبب الحقيقي لهذا الغياب و(الجفاف) الكبير للمدرجين الأحمر والأصفر ! المتداخلون قالوا إن الأمر أصبح ظاهرة عامة تستحق الوقوف عندها. التويجري: العالمية سرقت الجماهير نائب رئيس نادي الرائد السابق صالح بن غدير التويجري قال «قطبا منطقة القصيم يحظيان باهتمام جماهيري كبير، وبين هذه الجماهير ردات فعل عريضة، وهذا من المفترض أن ينعكس إيجابا على الحضورفي مباريات الفريقين مع ضيوفهما. وفي اعتقادي ووفق رصد مبدئي أن السبب الأول هو اتكالية هذه الجماهير وتفضيلها مشاهدة المباريات عبر النقل التلفزيوني في ظل انتشار مفهوم الاستراحات الشبابية لدينا في منطقة القصيم.. ثم تذبذب نتائج هذين الفريقين فعام يتعافى فريق ويتدهور آخر وعام تنعكس الحكاية فتعيش تلك الجماهير على أعصابها بشكل متكرر وهنا فضلت الجماهير البعد عن المواجهة إلى مجالس الاستراحات.. وفي هذا السياق وأعني العزوف الجماهيري عن الملاعب تأتي ثقافة (الكرة العالمية) التي يهواها شبابنا ويتعصب لها فأغلب الشباب الرياضي ينصب جل اهتمامه ومتابعته على الفرق العالمية التي تعيش ملاعبها منافسات قوية ومستويات متطورة مما سحب البساط عن المتابعة الميدانية لفرقنا المحلية التي لم يبق لها في عيون الشباب الرياضي إلا ملامح الفرق المحلية الأربعة الأكبر (الهلال، الاتحاد، النصر، الأهلي)». السهلي: النصر والهلال «السبب» الإعلامي غالب السهلي قال: «سبب عزوف الجماهير في مدينة بريدة، وامتناعهم عن الحضور لمباريات قطبي المدينة (التعاون والرائد)، أقوله وبجرأة، هو عودة منافسة النصر والهلال من جديد بعد أن غابت سنوات. فبريدة بجماهيرها ترتبط عشقا بقطبي العاصمة، وكانت المصادفة أن جاءت المنافسة الهلالية النصراوية في السنوات الأخيرة، في الوقت الذي يبحث فيه التعاون والرائد عن ذاتهما في دوري جميل». العبيد : البنية التحتية والاستراحات الناقد الرياضي بصحيفة الرياض بندر العبيد قال: « العزوف الجماهيري في لقاءات التعاون والرائد مع الفرق الأخرى له عدة أسباب أهمها دعم وتحفيز الأسر لبقاء أبنائهم في المنزل لمشاهدة المباريات لتجنب الزحام المروري الذي ينتج عنه حوادث كردة فعل لفوز أو خسارة، كذلك بالنسبة لكبار السن قد يكون للمشاغل وارتباطاتهم في الإجازات سبب في الإحجام عن الحضور، هناك نقطة أخرى وهي سوء الخدمات في ملاعبنا لا دورات مياه ولا مطاعم، وهناك نقطة هامة هي وجود الاستراحات المجهزة بشاشات حديثة تمكن من مشاهدة المباريات المنقولة بوقت واحد من خلال تواجد أكثر من شاشة ومتابعة حالات الجدل والقطع بها». المشيطي: أبناء بريدة ويقول الناقد الرياضي خالد المشيطي: «الرائد والتعاون يحظيان بشعبية كبيرة. فعندما يطرح هذا السؤال فهو عتب يوجه إلى من له حضور فاعل لم يعد كما هو، فلكل ناد منهما عشاق يهيمون فيه حتى الثمالة ولن تصدقني إن قلت لك أن جماهيريتهما عندما كانا في الدرجة الأولى أكثر منها الآن !! بل إن حضور مباراة للرائد عندما كان في الدرجة الثانية أفضل من حضوره في دوري جميل رغم أن عدد السكان في ذلك الوقت نصفه الآن.. أحد الأسباب خلو الفريق من أبناء بريدة.. أذكر أننا في الحواري يضم فريقنا لاعبين اثنين أساسيين في الرائد وواحد في التعاون. نحضر المباريات بجانب أن الفراغ في ذلك الوقت دافع قوي لمتابعة المباريات من المدرج». السناني: ليس لدينا صلاحيات مدير المكتب الرئيسي لرعاية الشباب بالقصيم عبدالعزيز السناني علق قائلا: ليست مباريات الرائد والتعاون فقط التي تشكي من العزوف الجماهيري باستثناء ملعب الجوهرة بجدة وفي بعض المباريات، فبالأمس كانت هناك 3 مباريات في دوري جميل وعدد الحضور 6000 فقط ومن بينها مباراة الوحده والنصر.غياب الجماهير له. أسباب كثيره منها بيئة الملاعب وعدم توفر الخدمات وبالذات الغذائية والكراسي المرقمة التي تمكن المتفرج من الحضور قبل 5 دقائق من بداية المباراة وليس كماهو الآن قبل ساعات. كذلك النقل التلفزيوني حيث يتم نقل المباريات في وقت واحد فأثر المتفرج أن يشاهدها كلها بالاستراحة أفضل من الحضور خصوصا أن كل الخدمات متوفرة بالاستراحة أفضل من الملعب. والمكتب لا يملك أي حل لهذه المشكلة فقد أخذت منه كل صلاحيات تنفيذ المباريات من تذاكر وبوفيهات وحتى عملية الدخول والخروج، مهمة المكتب فقط الإشراف عن بعد وتجهيز الجوانب الأمنية والإسعافية بالملعب، فالموضوع بيد رابطة المحترفين والأندية فقط وأتمنى منك أن لا تأخذ وجهة نظر المسؤولين بالرئاسة أو الرابطة المفروض تذهب إلى الجماهير في استراحاتهم ومقاهيهم وتسألهم لماذا لم يذهبوا إلى الملعب. البدراني: مباريات حواري ويقول الإعلامي رشيد البدراني: «الأسباب عديدة، لقد فقدت الكرة بالقصيم نكهة الإثارة والإبداع الكروي الجميل السائد لسنوات طويلة وحل محله العك الكروي وأصبحت مباريات الفريقين ضعيفة فنيا ولم تعد تغري الحضور الجماهيري بل صارت طاردة لوجود عناصر بالفريقين من رجيع الأندية، والتحكيم له دور أيضا، فضلا عن توفر وسائل النقل المباشر وخوف بعض الأسر على سلامة أبنائها من حضور مباريات يعقبها تفحيط وتهور ومخاطر أخرى». الفهيد: ملاعبنا تسد النفس الإعلامي ناصر الفهيد لخص هذا الجفاف الجماهيري بعدة نقاط أبرزها بأن المشكلة على مستوى المملكة وليست في القصيم، وأيضا لجنة المسابقات بوضعها جدول المباريات على مزاجها دون النظر لاعتبارات الجماهير والأندية، هناك أيضا بيئة الملاعب السعودية غير مشجعة إطلاقا للحضور.. لا مقاهي ولا بوفيهات ولا تنظيم، كما أن أسعار التذاكر غير مناسبة فمعظم الجماهير والنسبة الأكبر طلاب وليس لهم مصدر دخل «عندما تضع التذكرة ب40 ريال فأنت تقول له لا تأتي واجلس عند التلفزيون لأن مبلغ 40 ريال لطالب مهم ولن يدفعه ليشاهد مباراة متوفرة في التلفزيون وأخيرا النقل التلفزيوني أثر كثيرا على الجماهير». لاحم: النقل السبب وقال لاعب التعاون السابق والمحلل الرياضي حاليا لاحم اللاحم: «في رأيي أن السبب الرئيسي هو النقل التلفزيوني الذي أبقى الجماهير في البيوت والاستراحات وهذا العزوف جاء تدريجيا حتى أصبحت التجمعات لمشاهدة التعاون والرائد في الاستراحات حيث سهولة الوصول وتوفر المأكل والمشرب في الاستراحة وفي الاستراحة هو غير ملزم بزي معين، ثم أصبحت عادة وصاروا يوجدون الأعذار بحسن المشاهدة والإعادة للهجمات والأهداف ووجود التحليل».