أكد فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ عبدالمحسن القاسم، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يغرس في نفوس أصحابه عظم شأن الاستعاذة بالله فيقول «من استعاذ بالله فأعيذوه». وأشار في خطبة الجمعة في المسجد النبوي أمس، إلى أهمية فضل الاستعاذة بالله، لقوله تعالى حين تكبر فرعون وقومه على دعوة موسى عليه السلام على لسان موسى «إِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُم مِّن كُلِّ مُتَكَبِّرٍ لّا يُؤْمِنُ بِيَوْمِ الْحِسَابِ»، واستعاذ عليه السلام من أذية فرعون وجنده له فقال «إني عذت بربي وربكم أن ترجمون» ومريم حين جاءها الملك لينفخ فيها الروح فقالت «إني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيا». وبين فضيلته أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان كثير اللجوء إلى الله تعالى في كل أحواله فيستعيذ بالله إذا أصبح وإذا أمسى، وإذا سافر، وفي الحرب والسلم، وإذا أخذ مضجعه للنوم أو استيقظ وعند دخوله الخلاء، وإذا مر بآية عذاب وفي سجوده وجلوسه. وقال إن حكمة الله قضت أن يكون للمسلم عدو من شياطين الإنس والجن لقوله سبحانه «وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا»، وبين أن من اعتصم بالله فلا سبيل للشيطان عليه، موضحاً أن المسلم أمر أن يستعيذ من همزات الشياطين ومن نزغاته ووساوسه لقوله عز وجل «وقل رب أعوذ بك من همزات الشياطين». وبين أنه كلما كان العمل أنفع للعبد وأحب إلى الله كان اعتراض الشيطان له أشد ففي الصلاة يوسوس للمصلي قال صلى الله عليه وسلم «ذاك شيطان يقال له خنزب فإذا أحسسته فتعوذ بالله منه واتفل على يسارك ثلاثا»، وتشرع الاستعاذة منه لقوله تعالى «فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم».