أثار اتهام هيئة الإذاعة والتلفزيون للصحف ووسائل التواصل الاجتماعي بتعمد تشويه صورتها غضب أعضاء الشورى، مستغربين قناعة الهيئة بقصورها ورؤيتها لنفسها في درجة الكمال، وكأن ليس لها نية في تحسين صورتها، ووصف أعضاء تقريرها السنوي للعام المالي 1434/1435ه ب«الهزيل وما ورد فيه مرير وعليل، ويئن من أوجاع بدون رؤية استراتيجية». وقال عضو بالمجلس: «إن قنوات السعودية تنازلت عن مبادئها وصفتها الرصينة، لتدخل - خاصة في شهر رمضان - في منافسات مع القنوات الخاصة». وقال رئيس لجنة الثقافة والإعلام والسياحة والآثار الدكتور أحمد الزيلعي خلال مناقشته للتقرير السنوي لهيئة الإذاعة والتلفزيون: «كنت أشعر بأن الهيئة خرجت من عباءة الثقافة إلا أنها تعثرت في العباءة، ويبدو أن الأم الرؤوف (وزارة الثقافة) ما زالت معلقة بابنتها، وهو ما اتضح لنا من شكوى الهيئة من تدخل الوزارة في شؤونها الداخلية». وأوصت اللجنة هيئة الإذاعة والتلفزيون بالتنسيق مع وزارة المالية لتخصيص الاعتمادات المالية المناسبة للتوسع النوعي في الإنتاج الإذاعي والتلفزيوني بما يسهم في تعزيز الانتماء، ومعالجة المشكلات التي تواجه الأسرة السعودية. وطالبت اللجنة الهيئة بإعداد التقارير الدورية متضمنة مؤشرات الأداء والقياس وفق المعايير العالمية المعتمدة في صناعة الإعلام، وتقديم خطة إحلال سنوية للموظفين والفنيين في مجالات الإعلام، بحيث تعاد هيكلة القوى البشرية خلال ثلاث سنوات، مع التركيز على استقطاب الكفاءات السعودية الماهرة، وإعادة هيكلة القناة الثانية ودراسة تخصيصها لتقديم الصورة الحضارية للإسلام. ووصف الدكتور ناصر الموسى تقرير الهيئة ب«التقرير الهزيل، لخلوه من المضامين المهمة مثل الخطة الاستراتيجية، هذا إذا كان لها خطة من الأساس!!»، وقال: «إن التقرير عليل ومرير ويئن من الأوجاع التي تعاني منها الهيئة». وعلق اللواء طيار عبدالله السعدون: «إن الهيئة تعاني من نفس أمراضها السابقة من زيادة الموظفين والمتقاعدين، وفرض قيود على النقد البناء لمعالجة القصور»، مضيفا أن القنوات التلفزيونية السعودية مقصرة في الجانب التوعوي، وطالبها بأداء دورها تجاه الكثير من السلوكيات الخاطئة المنتشرة في المجتمع. من جهته استغرب الدكتور خالد آل سعود الصعوبات التي أوردتها الهيئة بتعمد تشويه صورتها من قبل الصحف ووسائل التواصل الاجتماعي، وقال: «كأني أرى أن الهيئة ترى نفسها بدرجة الكمال، وليس لها نية في تحسين صورتها، وأنها مقتنعة بأن هناك تشويها وليس هناك قصور، وأطالبها بأن تنظر نظرة واقعية من خلال ما تعرضه الصحف، وأن تعمل على تحسين أدائها وإعادة تأهيل موظفيها، خاصة أنها لا تعاني من ضعف الموارد المالية، حيث إنها غير قادرة على الصرف وتحسين الأداء بطريقة سليمة، كما أن الدولة تصرف على هذه الهيئة ميزانيات ضخمة لتكون وجهة بلدنا، وتصرف لها مليارين تستخدمها في رواتب الموظفين»، مستغربا أن يكون دخل الإعلانات لا يتجاوز 40 مليونا، وطالب الهيئة بتقديم برامج قوية لجذب المعلنين لتغطي على الأقل نصف رواتب الموظفين، كما طالبها بإعداد خطة استراتيجية للتنافس في حقل الإعلام الداخلي والخارجي لتبيان قوة المملكة سياسيا وثقافيا واقتصاديا ودينيا. من جانبه قال الشيخ عازب آل مسبل: «إن القنوات السعودية تنازلت عن مبادئها وصفتها الرسمية الممثلة لرسالة المملكة بدعوى منافسة القنوات الخاصة»، مشيرا إلى أنها تحمل على عاتقها مسؤولية تمثيل بلاد الحرمين الشريفين ونقل هذه الهوية وتعزيزها للجمهور الداخلي والخارجي على حد سواء. أما خليفة الدوسري فقد أشار إلى ما تحظى به قناتا القرآن والسنة النبوية من متابعة، وطالب بترجمة برامج السنة النبوية. وأكد الدكتور عبدالله الفيفي أن جميع القنوات التلفزيونية في حاجة لإعادة هيكلة وإعادة نظر في استراتيجية العمل فيها. ورأى آخر أن جهود المملكة على الصعيد الدولي والمحلي كبيرة وتحتاج لأجهزة إعلامية قادرة على نشرها بمهنية.