مع انطلاقة موسم الشتاء وتساقط الأمطار لازال منتزه القصيم الوطني بعسيلان شرق مدينة بريدة هو المكان المفضل لعشاق الرحلات البرية من أهالي بريدة والمحافظات المجاورة، كما أن فعاليات الشتاء الترويحية تقام عليه خاصة مهرجان ربيع بريدة والذي يتخلله عدد من الفعاليات المصاحبة، إلا أن غياب الخدمات أزعج زواره ما دفعهم إلى هجرانه. ويؤكد الأهالي أن أمانة القصيم تتمتع بإمكانات هائلة لتوفير الخدمات، لافتين إلى أنه باستثناء النظافة فالأمانة غائبة عن المكان سواء للمتنزهين أو لرواد مهرجان الربيع الذي يقام كل عام في اجازة الربيع للطلاب، فيما تجولت «عكاظ» لاستطلاع انطباع العاملين في المتنزه والباعة وأصحاب المحال والزوار. في البداية تحدث المواطن مهنا سليمان المهنا: المتنزه الوطني وضعه للأسف متدن جدا بسبب إهمال أمانة المنطقة أو غياب دورها تماما، متسائلا عما تقدمه للمتنزهين غير براميل النفايات، وكذلك غياب دورات المياه لخدمة المتنزهين والعابرين وزوار الفعاليات السنوية وخاصة مهرجان ربيع بريدة، حيث لا توجد أماكن مخصصة للشواء، فيما تتواضع خدمات الجوال ناهيك عن غياب مواقف السيارات. وناشد المهنا الجهات المعنية بضرورة الوقوف على وضع المتنزه الوطني ومنحه بعضا من الاهتمام ليضاهي أماكن الترفيه في المناطق الأخرى، لافتا إلى أن المتنزه يخدم أهالي العاصمة الإدارية لمنطقة القصيم والمراكز المجاورة، مطالبا بالاهتمام بالمتنزه بشكل أكبر. يشاطره الرأي صالح التويجري، مشيرا إلى أن مشكلة متنزه عسيلان هو القيادة المتهورة من بعض الشباب وسط غياب المرور فلا يوجد تنظيم مع الأسف الشديد، فالمراهقون نفرونا من المكان فالخطر يحوم حول المتنزهين وقاصدي الراحة والاستجمام فقد تنقلب حياتك لتعاسة بسبب هذا التهور. ويبدي سليمان العبيدان استغرابه من إدارة الطرق بداية عملها في طريق الملك فهد المتجه لعسيلان ووضع الصبات الخرسانية في هذا التوقيت كذلك في طريق عسيلان العام، مناشدا مسؤولي المتنزه البري بالاهتمام به، شاكيا من غياب خدمات شبكة الجوال، ودورات المياه، لافتا إلى وجود مخيمات عشوائية تديرها مجموعة من العمالة مجهولي الهوية. ويتفق أبو لمى السليمي مع العبيدان في ما ذهب إليه، ويضيف: يبدو أن القائمين على المتنزه حولوه إلى مشروع تجاري بحت، فلا دورات مياه، كما أن انتشار الغبار والأتربة في الطرقات يزكم الأنوف، ويمنع الزوار عن زيارة المتنزه. أما يوسف بن صالح الدخيل الذي أعرب عن صدمته بوضع المتنزه، شكا من الإهمال الذي طاله، مناشدا أمانة القصيم أن تؤدي الدور المناط بها، خاصة أن المتنزه الوطني يعتبر المتنفس الوحيد لأهل بريدة والقرى والهجر المجاورة لها. وفي مداخلته التي لا تخلو من مرارة تحدث الشاب معاذ العثيم صاحب بقالة في متنزه القصيم الوطني، قائلا: في كل عام نبث همومنا وشكاوانا وطالبنا بأكشاك مجهزة تحمينا من البرد والأمطار، مع استعدادنا التام لدفع الرسوم مقابل تلك الخدمة، إلا أن أمانة القصيم لم تحرك ساكنا، ما يدفعنا لعمل عشش وبقالات ونؤمن الكهرباء بمواطير خاصة دون أن نجد أي تنفيذ لوعود الأمانة السابقة على أرض الواقع.