الإنسان كان منذ الأزل وسيبقى العنصر الأهم في هذه الحياة وموضوع سلامته والمحافظة على صحته من المخاطر التي قد تواجهه أمر في غاية الأهمية وتلك هي الثقافة التي يجب أن تتبناها كل الشركات والمؤسسات حيث إنها بذلك تعمل على تقليل التكاليف الناجمة عن الخسائر والإصابات وزيادة الإنتاجية من خلال توفير بيئة عمل آمنة للعاملين. أما بالنسبة للعامل فمستوى رضاه لا يعتمد فقط على العائد المادي، بل أيضا على ثقته بأن القطاع الذي يعمل فيه يهتم بكفاءة وجودة الخدمة التي يقدمها وتحقق له بيئة عمل آمنة وحيث إن العاملين داخل المملكة هم خليط من السعوديين والأجانب وإدراك كل منهم باهتمام الآخر بتحقيق نسب الأمان والسلامة في الخدمات التي تقدمها شركاتهم يساعد على خلق حالة من الدعم النفسي الضروري فتوافر الشعور بالثقة والإحساس بالأمان لدى العاملين يؤدى إلى نمو المؤسسات الصغرى بشكل أسرع. وإذا نظرنا للموضوع بشكل عام فإنه وطبقا للتقرير الإحصائي ال 33 للمؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية، الذي يشير إلى وقوع 75825 إصابة عمل بين إجمالي عدد المشتركين في التأمينات خلال 2012م فقط، وبنسبة 1.4% من إجمالي المشتركين على رأس العمل، وترتفع معدلات إصابات العمل في قطاعات التشييد والبناء والصناعات التحويلية ووفقا للإحصاءات الصادرة عن مجلس الدفاع المدني، فإن غالبية الحوادث في مجال الإنشاءات تقع نتيجة لسقوط الأشخاص أو المواد من الأماكن العالية، نظرا لغياب معايير السلامة في بيئات العمل. وفي هذا الإطار، تصدر الاصطدام، قائمة أسباب الإصابات بواقع 21224 حالة بنسبة 27.9%، فيما بلغت نسبة السقوط من مرتفع 25.8% بواقع 19579 حالة. أما الحك أو الكشط فتسبب في إصابة 8038 حالة بنسبة 10.6%، وبلغت إصابات حوادث السيارات 2703 بنسبة 3.6%.كل ما سبق يضع على عاتقنا إعادة النظر فيما يخص موضوع السلامة والصحة المهنية و تغيير نظرتنا إلى الموضوع عن طريق نشر الثقافة اللازمة بين الشركات والمؤسسات العاملة في المملكة بضرورة الاستعانة بمتخصصين في هذا المجال والاهتمام بعقد الدورات التثقيفية لمنسوبيها للتوعية وأيضا توفير جميع مستلزمات السلامة وتفعيل المراقبة في مواقع العمل للحفاظ على الإنسان أولا الذي هو وحدة بناء أي حضارة .