لم تعد مشكلة الحوادث المرورية «مزحة» ولا هي بالأمر الهين وذلك لما ينتج عنها من إصابات تصل إلى حد الإعاقة، ووفاة بالجملة في اليوم الواحد ليس فقط في الطرق ما بين المدن، وإنما في الشوارع الداخلية بأي مدينة الأمر الذي يدعو لمطالبة الجهات المختصة بإعادة النظر في نظام العقوبات وتغليظها. يوم الأربعاء غرة شهر محرم 1437ه نشرت «عكاظ» حوارا موسعا مع رئيس لجنة السلامة المرورية بالمنطقة الشرقية المهندس سلطان الزهراني طالب فيه بتغليظ العقوبات على المخالفين لأنظمة المرور فلعل في ذلك ما يردعهم. وفي إجابة للمهندس الزهراني عن أبرز أسباب الحوادث؟ قال سعادته: «تعد السرعة والانشغال بالجوال أثناء القيادة والانحراف المفاجئ أهم أسباب الحوادث وتشكل هذه الثلاثة 75 % من مجمل الحوادث كما أن عدم ربط الحزام يعد سببا رئيسيا في ارتفاع نسبة الوفاة أو الإصابات الخطيرة، ونعلم أن حزام الأمان يقي من الإصابات بعد مشيئة الله بنسبة 60-70 % أما أنواع الحوادث فأهمها صدم مركبة متحركة، ثم حوادث الدهس، ثم صدم دراجة هوائية، وتشكل ما نسبته 60 % من مجمل الحوادث». وعند سؤال المهندس سلطان الزهراني عن الحل؟ قال: «تحديث الأنظمة والقوانين المرورية المعمول بها حاليا مطلب وطني هام جدا، للتتواكب مع المتغيرات الحالية، التي تحتاج أن تكون أكثر فاعلية وصرامة لردع المخالفين والمستهترين على الطرق حتى تتمكن إدارات المرور وأمن الطرق من الحد من المخالفين لتقليل احتماليات وقوع الحوادث، ونعتقد أن قانون المرور الحالي ضعيف جدا، ويجب إعادة النظر في بعض مواده وتحديث صياغة البعض الآخر، لكي تساعد في الحد من الحوادث المرورية الجسيمة، خصوصا المخالفات المتعلقة بربط الحزام، واستخدام الجوال والسرعة الزائدة وتغطية لوحة السيارة». هذه المرئيات وإن كانت من وجهة نظر رئيس لجنة السلامة المرورية في المنطقة الشرقية، فإنها بالكاد تطابق ما يحدث من مخالفات مرورية بجميع مدن المملكة والطرق فيما بينها.. ولذا فإن من المهم أن تنظر الجهات المسؤولة لقضايا المخالفات المرورية ببالغ الاهتمام وتغليظ العقوبات وتنفيذها بحزم على كل مخالف وذلك لحماية الناس من جناية المتهورين من قائدي السيارات.. فهل إلى ذلك من سبيل؟. السطر الأخير : ما مضى قد فات والمؤل غيب ولك الساعة التي أنت فيها