في وقت أكد المتحدث الرسمي لوزارة الصحة فيصل بن سعيد الزهراني أن عدد ضحايا فيروس كورونا من الأطفال المتوفين دون العمر (12) عاما 3 أطفال منذ ظهور المرض، اقترح أستاذ علم العدوى والمناعة بجامعة طيبة الدكتور سلطان بن منصور الشريف إعطاء لقاح البكتيريا العقدية للبالغين ممن هم عرضة للفيروس، وذلك أسوة بالأطفال، الذين يعتقد أن تطعيمهم ضمن التطعيمات الأساسية ربما كان عاملا مساهما في تقوية جهازهم المناعي ومقدرتهم على مواجهة فيروس كورونا. وقال الشريف ل(عكاظ) إن فرضيته تعتمد على أن اعتماد التطعيم للأطفال بلقاح البكتيريا العقدية المسمى (PCV) كان بعد عام 2000 م، الأمر الذي يشير إلى أن جميع من تمت ولادتهم قبل هذا العام قد لا يكون جهازهم المناعي على مستوى عال من القدرة الدفاعية لمحاربة تلك البكتيريا، مبينا أن التطعيم ضد البكتيريا العقدية الرئوية (وهي عبارة عن بكتيريا تأخذ شكل عقديا أو سبحيا تتابعيا أثناء نموها) يقوي الجهاز المناعي لدى الإنسان ويساهم في منع حدوث مضاعفات بعد حدوث عدوى فيروسية رئوية مثل فيروسات الجهاز التنفسي. ولذلك تعتبر التطعيمات من أهم طرق تقوية المناعة. ودلل على ما يؤيد طرحه بأن هناك انخفاضا في معدل إصابة الأطفال بمضاعفات فيروس كورونا مقارنة بالبالغين؛ الذي ربما يعود إلى حصانة الأطفال لإلزامهم بأخذ اللقاح ضمن برامج تطعيم وزارة الصحة، مبينا أن عددا من الأطباء المتخصصين أكدوا أن الأطفال أقل عرضة للإصابة بمضاعفات فيروس متلازمة الشرق الأوسط التنفسية (كورونا) وأنهم في مأمن نسبي من الإصابة بالفيروس وليس لديهم مضاعفات كما يحصل لدى الكبار. ولفت إلى أن الدراسات العلمية المعتمدة والتقارير الطبية الموثقة أظهرت وجود علاقة بين عدوى مضاعفات البكتيريا الرئوية ووفيات إنفلونزا الخنازير التي تعرف بأنها أحد الفيروسات التي تصيب الجهاز التنفسي، بالإضافة إلى أن دراسات أخرى هامة جدا تشير إلى وجود علاقة تزامنية بين إصابة خلايا الجهاز التنفسي بفيروسات كورونا والإصابة بالبكتيريا الرئوية وفقا لأبحاث العالم جلودا وزملائه (Gloda, et al 2011). ويتساءل: لعل لدى الجهات المسؤولة والمختصة إجابة، هل اتضح من خلال تشخيص وفيات كورونا أن لديهم مضاعفات التهابات بكتيرية إضافة إلى الفشل الكلوي وضيق التنفس؟ وهل تؤخذ عينات من الجهاز التنفسي السفلي لضحايا كورونا للوقوف على سبب حدوث مضاعفات المصابين التي أدت لوفاتهم؟ إذا كانت الإجابة بنعم، فهل كان سبب تدهور وظيفة الجهاز التنفسي فيروسيا أم بكتيريا أم الاثنين معا؟ إن كان بكتيريا فإن مكافحة كورونا بشكل غير مباشر عن طريق إعطاء البالغين لقاح البكتيريا الرئوية قد يكون أجدى من تحمل تكاليف مواجهة وعلاج مصابي فيروسات كورونا. وطالب وزارة الصحة وأصحاب التخصص من باحثين وعلماء أن يبحثوا في الأمر لإنقاذ أو على الأقل تقليل ضحايا كورونا، راجيا أن يؤخذ طرحه بعين الاعتبار على وجه السرعة في الأبحاث الحالية والخطط المستقبلية، مبينا وجود بالغين يصرف لهم حاليا لقاح البكتيريا العقدية الرئوية المسمى (PPSV23) مثل الذين يعانون من أمراض مزمنة كمرضى المناعة والإيدز والقلب وغيرهم. واقترح أن يصرف اللقاح للعاملين بأقسام الطوارئ، ثم يتم ترقب النتائج بعد إعطاء اللقاح البكتيري للنظر في مدى تحقيق أهداف النظرية المقترحة، مشيرا إلى أن اللقاح لا يقتصر نفعه ضد مضاعفات فيروسات كورونا فقط، بل ربما يمتد ليكون وقاية ضد فيروسات رئوية - لا سمح الله - لم نعلمها بعد.