انسابت دموع الحجاج أمس، فيما ألسنتهم تبتهل إلى العلي القدير أن يتقبل منهم حجهم وعباداتهم، لتختلط دموع الفرح بأداء المناسك وانتهاء الحج مع دموع الوداع، لما عاشوه من أفضل أيام وأجمل ذكريات. وقد تحول معظم مشعر منى إلى مدينة خاوية لا تسمع فيها صوت سوى تحركات رجال الأمن وعمال النظافة، الذين بدأوا في دورهم لنظافة المشعر من المخلفات. ولم تتحمل الحاجة أمينة السيد، وهي ترمي الجمرات الثلاث أمس المشهد الأخير في ذكريات الحج، فخرج الدعاء ممزوجا بالنحيب، فيما الدموع تنساب على الوجه، لتعبر من خلالها عن سعادتها بالحج، وألمها لوداع هذه المشاعر المقدسة. معربة عن شعورها بالتقدير لما رأته من خدمات وتسهيلات ملموسة على أرض الواقع. وقالت ل «عكاظ»: اللهم تقبل منا، وجزى الله خيرا من ساعدنا على أداء المناسك في سهولة ويسر. ولم يكن الحاج دسوقي بعيدا عن مشهد الوداع، فسبقته دموعه، وأخذ يردد الدعاء تلو الدعاء: اللهم لا تحرمنا العودة لحج بيتك الحرام، مؤملا أن يتقبل الله حجته ويلهمه حسن العمل والخاتمة. وأضاف ل «عكاظ» أنها رحلة العمر، مد الله في أعمار من أخذوا بأيدينا وحملونا في أمن وأمان لهذه البقاع الطاهرة، وطافوا بنا على المناسك بكل يسر، فلم نشعر بأي تقصير، ويكفي أنني لن أنسى هذه الأيام ما حييت.