يعتبر موسم الحج من المواسم المميزة التي تنشط خلالها أسواق كل من مكةالمكرمة، المدينةالمنورة، وجدة. ويحرص الكثير من الحجاج من خارج البلاد على شراء الهدايا للأهل والأصدقاء يخلدون بها ذكرى طبعت في أذهانهم عن أطهر البقاع عند الله، ويتوجون فرحتهم عطاء للأهل والأصدقاء، ونفس العادات الشرائية يمارسها المعتمرون، ما يرفع الحركة الاقتصادية في المدن الثلاث. وحسب تقديرات أحد خبراء اقتصاديات الحج والعمرة، تهدر مدن المحور الثلاث (مكةالمكرمة، المدينةالمنورة، جدة) نحو مليار ونصف ريال لعدم وجود المصانع التي تقوم بتلبية احتياجات الحجاج والمعتمرين، لأنه لايوجد لدينا صناعات خفيفة، وجميع الهدايا التذكارية الموجودة والسجاد والصناعات الحرفية المتواجدةبمكة للأسف هي من صنع الصين بالرغم من بساطتها، ولا بد من إقحام الأسر المنتجة في هذا المجال، بحيث يصبح هناك عائد اقتصادي للأسرة المنتجة، وبالتالي ينعكس هذا على البلد، وينبغي التعامل مع هذه الأسر كأسر منتجة ودعمها وتمويلها بإنشاء مصانع لها للصناعات الخفيفة والحرفية، ومن ثم يتم التسويق لهذه الأسر بتوزيع المنتجات على المحلات التجارية بشعار صنع في مكة وصنع في المدينة، وبالتالي تستفيد الأسر من هذه الإيرادات بارتفاع اقتصادياتها، ولا ننسى أن الحج يعتبر فترة مؤقتة ولا بد من استغلال هذه الفترة جيدا باستحداث وظائف مؤقتة موسمية للشباب. ولاشك أن انخفاض عوائد الحج يأتي نتيجة انخفاض أعداد الحجاج من الخارج والداخل حسب نسب التخفيض المعلنة وهي بنحو 50 % لحجاج الداخل ونحو 20 % لحجاج الخارج نظرا لاستمرار أعمال مشاريع التوسعة في الحرم المكي الشريف، وبعد انتهاء أعمال التوسعة والسماح للحجاج يتوقع أن تقفز عوائد الحج إلى 22.6 مليار ريال، أي زيادة بنسبة 69.2 % ثم بعدها يتوقع أن تستمر في الزيادة بمعدل ثابت حتى تصل إلى نحو 24.2 مليار ريال، وهناك مؤشرات إيجابية للارتفاع واستفادة القطاعات الاقتصادية خاصة قطاع العقار والذي يمثل 40 % من نسبة إنفاق الحجاج ونسبة 14 % على قطاع الهدايا ونسبة 10 % على قطاع الأغذية.. أما القطاعات الاقتصادية الأخرى أقل من 8 %.. لذا نشيد بالمستثمرين السعوديين بإقامة مصانع لتلبية احتياجات الحجاج والمعتمرين من الصناعات البسيطة، التي تعبر عن موروثات سعودية من مناظر وتراثيات ومسابح وكل ما يحرص عليه الحاج والمعتمر على اقتنائه عند مغادرته للمملكة. وعلى ضرورة خلق صناعات خفيفة بحيث يتم استغلال الأسر المنتجة لتنمية اقتصادياتهم ودمجها في اقتصاد الحج، بحيث تمثل المصنوعات الخفيفة هوية الحرمين الشريفين، وأن تعمل جهة عليا على احتواء هذه الأسر، لما تمثله من مورد بشري مهم يجب استغلاله وتمويله. * أستاذ المحاسبة بجامعة الطائف