الحفر والهبوطات متلازمة الشوارع الداخلية في جازان، ويطلق عليها البعض التوأم السيامي، إذ لا يكاد يخلو شارع من الثنائي الصامد لفترة طويلة. ويتخذ المواطنون من العلامتين تأكيدا على تواضع مستوى تنفيذ مشاريع السفلتة في المدينة وإهمال المقاولين ونأي الجهات المعنية عن محاسبتهم.. فالشركات المنفذة تنهي مهامها كيفما اتفق لمعرفتها أن لا جهة تحاسبها. مطالبات السكان لا تخرج من ضرورة تحسين وسفلتة الشوارع بطريقة هندسية تضمن ديمومتها ومقاومتها لعوامل التعرية وتقلبات الطقس من رياح ومطر وخلافه. ويقول محمد حسين عطيف إن بروز الحفر وظهور الهبوطات في الطرقات التي تم إنشاؤها حديثا يؤكد انعدام الجودة في تنفيذ المشاريع وعدم متابعة أمانة جازان والبلديات التابعة لمعايير وجودة التنفيذ ويضيف المتحدث أن هذه الهبوطات والحفريات في مختلف الطرقات تعد صورة غير حضارية بل عامل تشويه لجمال المدينة التي يزورها الآلاف من السياح والزوار. فضلا عن أنها عامل رئيس ومباشر في إعاقة انسيابية حركة السير ووقوع حوادث مميتة نتيجة محاولات السائقين تلافي الهبوطات والحفر المليئة بالمياه أثناء مواسم الهطول. من جانبه، عقد أحمد عبدالله مقارنة بين مشاريع سفلتة الطرق في الماضي والحاضر ليخلص إلى أن سفلتة الماضي كانت ذات جودة عالية حيث مضيت عشرات السنوات وهي صامدة أمام كل المتغيرات وعوامل التعرية والطبيعية ولا تكاد تشاهد حفرة أو هبوطا في الشارع ما يعني جودة التنفيذ ودقة المراقبة والحال عكس ذلك في الوقت الراهن حيث الهبوطات والحفريات التي تدل على سوء التنفيذ وغياب أسس الرقابة وهو أمر يبدو أكثر وضوحا في عدم استواء طبقات الإسفلت وتفتتها، حيث يبدو الطريق مرتفعا في جوانب ومنخفضا في جوانب أخرى في أقصر المسافات. ويتعجب خالد تركي ومحمد عبدالله مما أسمياه تجاهل أمانة جازان التام للمشكلة وكأنها تعيش في عالم ثان حيث تلزم الصمت وتتجاهل معاناة عابري الطريق ومنهم كبار سن ومرضى أرهقهم عبور الطرق المهترئة ومواجهة تضاريس طريق الإسفلت الضار. يطالب تركي وعبدالله الأمانة بمحاسبة المهملين والمقصرين في شركات المقاولات التي تعمد على إنشاء تلك الطرق بأرخص المواد الخام في سبيل الربح والكسب السريع. وأضافا أن العابر في تلك الطرق التي تم إنشاؤها حديثا في المنطقة يلاحظ أن التشوه قد أصابها قبل ولادتها حيث تكثر التشققات والهبوطات إضافة إلى فشل تصريف مياه الأمطار ما يتسبب في تكوين مستنقعات مائية كبيرة ينتج عنها وقوع حوادث. ويختم نايف عبدالله التحقيق بالحديث عن أوضاع الجسور في تلك الطرق والتي تنفذ بطريقة عجيبة وغريبة حسب تعبيره وما تلازمه من أخطاء هندسية كبيرة يعجز معها عمال السفلتة في مساواة طبقة الإسفلت مع طبقات الجسر بسبب الهبوطات والارتفاعات الكبيرة مع تجاهل أمانة جازان والنقل لتلك العيوب الظاهرة وعدم إلزامهما الشركة المنفذة لإصلاح الخلل. إلى ذلك، هاتفت «عكاظ» المتحدث الإعلامي في أمانة جازان طارق رفاعي لمعرفة سوء سفلتة الطرق لكن جميع الاتصالات لم تجد التجاوب.