تقمص علي بادغيش المرشد الطلابي في متوسطة الفتح شخصية عامل نظافة بسيط في الطابور الصباحي، مرتديا الزي الخاص بالعمال، وألقى كلمة أمام الطلاب بعربية مكسرة كما هو حال رجال النظافة، حتى يقنعهم بشخصيته، ويظهر أمامهم بمصداقية، ويسهم في تعزيز السلوك الإيجابي بين التلاميذ تجاه العمال. وقال عامل النظافة بادغيش «أنا رجل مسكين أتيت من بلاد بعيدة وتركت خلفي أهلي وكل ذكرياتي ورضيت بالغربة من أجل أن أوفر لقمة العيش الحلال لمن هم ينتظرونني هناك لتلك الأفواه الجائعة خلفي»، مؤكدا أنه لا يمكن أن يمر يوم دون أن يفكر في أهله وابنائه وذويه وكل هذا يزيده ألما ولكنها الحاجة التي دفعته إلى ذلك. وأضاف بادغيش «بعت أرضي والمواشي التي أملكها لكي أحظى بفرصة العمل هنا، أنا إنسان ولي إحساس ومشاعر، ويؤلمني من لا يقدر إنسانيتي ويهزؤون بي ولا يقدرون دوري في المجتمع»، لافتا إلى أنه يجتهد في تنظيف الشوارع في ظروف قاسية وتحت درجات حرارة مرتفعة، بينما الآخرون يقبعون في غرف مكيفة، موضحا أنه لا يريد منهم سوى الابتسامة والتحية لتخفف عنه آلام الغربة. ويرى التربوي بادغيش أن أفضل الطرق لإيصال الرسائل للطلاب هي تجسيد الأدوار وتقمص الشخصيات لأنها أقرب لعقولهم وقلوبهم، لافتا إلى أن الطلاب يميلون للمشاهد الدرامية القريبة من الحقيقة أكثر من التلقين والقراءة.