إذا أردنا البحث عن تنمية شاملة تدوم عقودا وسنوات طويلة.. فإن الخيار الأساسي هو الاستثمار في الشباب السعودي القادر على قيادة عجلة التطوير ودفع مسيرة التقدم للأمام. الشباب هم الركيزة الاقتصادية الأساسية لبناء المجتمع وتطويره.. والمتابع لسيرة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز سيلاحظ اهتمامه بالشباب، الذين يشكلون 60 في المئة من أبناء المجتمع السعودي، إذ اعتاد على اللقاء بهم والاستماع إليهم ومعرفة مشكلاتهم من قرب، لوضع الحلول لها، ولعل وصول القيادات الشابة إلى أعلى المناصب هو أكبر دافع وحافز للجيل المقبل، ودليل على الدور الكبير الذي يمكن أن يضطلعوا به. يعتبر عنصر الشباب دعامة المجتمع وركيزة أساسية فيه، فالشباب بما يملكه من طاقات هائلة لهو قادر على إحداث التغيير المنشود في المجتمع، فالأمم تنهض بهمة الشباب وعزيمتهم، فهم دائما في الطليعة في الحرب والسلم، ففي الحرب تجدهم رأس الحربة في مواجهة الأعداء والدفاع عن حياض الأمة، وفي السلم تجد سواعدهم الفتية تشيد البنيان، وتمد قطاعات الأمة المختلفة بالكفاءات البشرية المعطاءة، فالشباب هم روح الأمة و أملها، يعتمد عليهم المجتمع ولا يستغني عنهم بحال. لذا أصبح تمكين الشباب في الكثير من القطاعات منها التعليم والصناعة والتجارة والسياحة والخدمات أمرا مهما، وينبغي أن يلعب القطاع الخاص دورا مهما في ذلك لأنه شريك أساسي في التنمية، وعليه أن يحتضن المبادرات الشابة ويفسح المجال لرواد الأعمال لتقديم إبداعاتهم وأفكارهم في بيئة عمل محفزة، والأمر يتطلب إعادة النظر في سياسات التعليم الحالية وتغييرها وافتتاح مجالات تعليمية تخدم الاقتصاد السعودي، وتقوم على التعليم المعرفي وتخدم الشق الصناعي في السعودية وأخرى تتلخص في الصيانة والتشغيل. وهناك إجماع كبير بين الخبراء والاقتصاديين على أن المشاريع التحتية كالقطارات والموانئ والمطارات الجديدة في حاجة إلى صيانة وتشغيل فور الانتهاء منها، ومن الأفضل أن تدار وتشغل بكوادر سعودية شابة مؤهلة، وهذا ما تتطلبه المرحلة المقبلة في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، لاسيما أن جميع المعاهد والجامعات السعودية في الوقت الراهن لا تحوي الأقسام العلمية المتخصصة في تأهيل الكوادر الوطنية لصيانة وتشغيل هذه المشاريع العملاقة.. ومن المهم أن تكون هناك نظرة مختلفة تساهم في تحسين مخرجات التعليم وتجعله يخدم الإنسان السعودي.. حتى يساهم في خدمة التنمية. شبابنا هم الاستثمار الأكبر.. ولا توجد لدينا خيارات أخرى سوى الاعتماد عليهم لبناء نهضة هذه الأمة.. لذا علينا أن نبدأ من الآن.. فعجلة الزمن لا ترحم.