عاد الهلال إلى طريقه الآسيوي بخطى متسارعة مجددا، وفرض هيمنته ونفوذه الكروي على مسرح مواجهته مع لخويا القطري وأمام مقاعد خلت من كل شيء إلا تاريخه العريق، مستلهما طاقته العالية من وحي الصدارة التي ما انفكت تراوده ويراودها طيلة نصف قرن من الزمان، وبعيدا عن أي غناء بالتاريخ الأزرق تبقى للفلسفة الكروية التي تشربها الفريق مع مدربه الذكي دونيس مشبعة حد السيطرة على زمام الأمور من الألف إلى الياء. خسر لخويا القطري مبكرا ليس بفعل أخطاء لاعبيه بل بهيبة مضيفه السعودي، الذي بدا عزمه على الهجوم واضحا منذ البدايات فسجل وأمتع، وخرج بحصيلة رائعة وضعته على رأس المتأهلين إلى الدور نصف النهائي إلا قليلا، فالرباعية التي أوجع به الليوث الحمراء اختصرت كثيرا من عناء مواجهة الإياب التي ستكون حاسمة للعبور، ما لم يرفع نجوم الزعيم الرايات ويسلموا الأمر للثقة المفرطة التي قد تضعهم أمام سيناريو مشابه للذي حدث أمام الغرافة القطري قبل 4 مواسم حين كاد الفريق يسقط في فخ الخروج رغم فوزها ذهابا بثلاثية نظيفة. يمكن القول بعد هذه المواجهة الثالثة في موسم الزعيم أن ثمة أسماء جديدة ستمضي بالسفينة الزرقاء نحو التفوق، إلى جانب طاقم الخبرة ونجوم الموسم الماضي على رأسهم القائد الجديد سلمان الفرج رغم الخطأ الذي غفرته له المدرجات الزرقاء، والمدافعين الصلبين ديجاو وكواك ونجم الحراسة الذهبي خالد شراحيلي، إذ قدم لاعبو الزعيم مستوى مميزا خلال اللقاء، واستحقوا بكل جدارة الخروج بهذه النتيجة العريضة التي يفترض أن تريحهم في مباراة العودة، ويمكن القول إن ثمة أسماء استحقت نجومية اللقاء في مقدمتها كارلوس إدواردو، الذي يبرهن يوما بعد آخر أنه مكسب حقيقي للفريق العاصمي ويستحق مزيدا من الثقة لقدرته على فرض نفسه بصفته لاعبا مزعجا للخصوم ونهازا للفرص وأشباهها، واستطاع المحترف البرازيلي الدخول إلى قلوب عشاق ومشجعي الهلال، حين قدم نفسه بصورة جيدة في 3 مواجهات، توجها بإحرازه هدفين وقيادته الأزرق لتحقيق الفوز برباعية، فيما الشابان الواعدان خالد كعبي ومحمد البريك واصلا تألقهما ولعبا دورا مهما في حسم اللقاء للأزرق، وكان الميدا هو الآخر قتاليا إلى الرمق الأخير فخطف هدفا بضغطه على الحارس كلود أمين ودفعه لارتكاب خطأ كارثي تسبب في منح الأزرق ثقة أكبر، أما البديل فيصل درويش فمنذ اللحظة الأولى كان جديرا بالفرصة بعد أن لعب دورا في صناعة الهدف الرابع عبر سيطرته على الجهة اليسرى داعما للشهراني الذي مازال يخطف الأضواء بشكل لافت ومنحته مشاركته في الجهة اليسرى وهجا خاصا ومميزا، فيما محمد جحفلي النجم الأكثر شعبية في الشهرين الماضيين اكتسب ثقة عالية انعكست عليه داخل الملعب. ورغم غياب الجمهور داخل الميدان، لكن حفاوتهم سجلت الرقم الأصعب في مواقع التواصل الاجتماعي مساء البارحة الأولى على اختلاف تصنيفاتهم، تقدمهم النجم سامي الجابر، الذي أثنى على الفوز الساحق بأربعة أهداف مقابل هدف، مؤكدا ثقته في قدرة الأزرق على التأهل للمربع الذهبي، قائلا: مبروك لعشاق الزعيم.. حضور رائع مع انطلاقة الدور ربع النهائي، لخويا لم يكن بالخصم السهل وسيكون أقوى في لقاء الإياب، لكن الهلال سيكون أكثر انسجاما لتقديم الأفضل، ألف مبروك لنجوم الفريق ومدرب الفريق وجهازه الفني والجهاز الإداري ولرئيس النادي، «لم أعتد على رؤية مدرجات الدرة خالية بحضرة الزعيم، لكن المدرج الفخم ستكون له كلمة إن شاء الله في دور الأربعة». ويبدو أن الهلاليين متفائلون بأن يحسم الفريق لقاء الإياب المقرر له يوم الثلاثاء 15 سبتمبر، وفق ردود الفعل التي بدأت تفكر في الخصم التالي في الدور نصف النهائي.