كأس مرة تلك التي شرب منها حسن نصرالله أمس بهدنة الزبداني، بعد وجبات لا متناهية من جثث مقاتليه والحرس الثوري الإيراني.. هنا الزبداني لا القصير ولا حمص.. هنا حفر الثوار قبورهم قبل المعركة. أربع سنوات تلتهم المحرقة السورية مرتزقة نصرالله ولم يتعلم الدرس.. في كل مرة يظهر بمقولة «خلصت» وماتزال النار تلتهم جثثهم.. لن تنتهي كما تريدون ولا تنجون إلا بالفرار. درس قاسٍ ما حدث في الزبداني؛ ميليشيا تقاتل على أرض ليست لها.. تدافع عن نظام خرج من دائرة الصراع وفقد السيطرة، وإيران تقود مفاوضات صعبة مع الثوار في اسطنبول.. إذن عمن تدافع، عن أسد جريح لا يملك سوى أمتار في دمشق. فلتكن هدنة دائمة تنجو فيها وما تبقى من جنودك من نار سوريا.. ها هم اليوم يضعون الأسد في المزاد العلني الدولي.. وحين تأتي لحظة البيع ستكون جزءا منها.. طريق القدس واضحة لا تحتاج لدليل فالملعب السوري أكبر من أن تكون لاعبا فيه، إنها لعبة أمم والنهابة تقترب. للتاريخ معانٍ قاتلة كما السم.. واليوم التاريخ يكرر نفسه، ففي عام 1988 تجرع الخميني مؤسس فكرة الولي الفقيه السم بتوقيع اتفاق وقف إطلاق النار مع العراق واليوم سم جديد يتجرعه نصرالله «الجندي الصغير في ولاية الفقيه» بهدنة الزبداني .. إنه السم الذي يلاحق ولاية الفقيه عبر التاريخ..