التفكير في الحل أفضل من التفكير في المشكلة .. هكذا يفلسف سكان جدة تعاطيهم مع أزمات ومشاكل الصرف الصحي التي باتت علامة فارقة تميز عروس البحر الأحمر عن مثيلاتها من المدن والمحافظات، إذ لا يكاد شارع في جدة يسلم من تجمعات المياه الآسنة والبحيرات كريهة الرائحة التي تثير قلق السكان من نتائجها في التلوث البيئي وتهديد صحة الناس، وتشوه المشهد الحضاري للمدينة الكبيرة. مؤكدين بأن المسألة باتت تشكل مصدر ازعاج كبير لهم حيث تملأ مياه المجاري بعض الطرقات مسببة روائح كريهة، وطالبوا الجهات ذات الاختصاص بالتحرك على الفور ومعالجة الأمر للحد من الآثار الصحية والبيئية السالبة. «عكاظ» جالت على مواقع عدة لتجمعات المجاري والطفوحات من بعض المباني السكنية والتي ألقت بظلالها على الطرقات والشوارع مسببة بذلك تلوثا كبيرا لفتت عيون العابرين وقاطني الحي وزواره. ويبتدر الحديث علي العواجي قائلا: المياه الآسنة أصبحت تمثل مشكلة في معظم الأحياء لتهدد صحتنا وعافية أطفالنا إضافة إلى المشكلات البيئية التي تنجم عنها وللأسف فإن بعض ملاك الشققوالعمائر السكنية لا يعملون على إصلاح الخلل في المواقع التي تعود ملكيتها لهم مع أنهم هم المسؤولون عن ذلك مما يفاقم من حجم المشكلة، ويجعل أضرار تلك المياه الآسنة تمتد إلى الطرقات والشوارع. استفادة من التجارب على ذات المنحى يمضي محمد المالكي ويقول: أعتقد بأن كل تلك المشكلات تحدث بسبب عدم اكتمال خدمات شبكات الصرف الصحي في كافة المواقع السكنية. صحيح أن بعض المواقع التي استفادت من توصيل شبكات الصرف الصحي تجاوزت مثل هذه المشكلات، أما المواقع التي لم تكتمل بها الخدمة فهي التي تعاني من الطفح وستزول مثل هذه الأزمات مع اكتمال كل مشاريع الصرف الصحي، والمطلوب حاليا هو الاستفادة القصوى من التجارب السابقة وتحديدا في الأحياء والمخططات الجديدة إذ ينبغي تزويدها وتجهيزها مسبقا بتلك الخدمات حتى لا تعاني مستقبلا من نفس المشكلات التي عانت منها بقية الأحياء. عدم تعاون محمد باوزير انتقد بعض ملاك المباني والعمارات السكنية بعدم معالجتهم للطفوحات التي تحدث من مواقعهم بسبب عدم توصيل شبكات الصرف الصحي إلى مبانيهم وحتى يحدث ذلك عليهم تحمل مسؤولياتهم بمحاصرة التسربات وعلى الجهات المعنية الإسراع في التنفيذ فالعملية مشتركة بين الطرفين لا لطرف واحد، وأنصع مثال لما يطلق عليه المواطنون صفة الإهمال يحدث في أحد شوارع حي الرحاب حيث توجد حفرة للصرف الصحي تشكل مخاطر حقيقية على العابرين والحفرة صنعها انفجار أنبوب وملأت المياه الآسنة المكان لتصبح مصيدة خطيرة للبشر وللسيارات ولم يتردد الأهالي بإبلاغ مالك المبنى القريب بمعالجة الأوضاع، لكنه لم يستجب لمطالبهم حتى الآن، مؤكدين في ذات السياق بأن المشكلة تكررت أكثر من مرة، وامتدت أضرارها إلى الطرقات التي امتلأت بالمستنقعات التي سببت إزعاجا للجميع. الملف في المياه ويختم حمزة عرب التحقيق بتحميل نتائج تسربات وتدفقات مياه الصرف الصحي إلى جهتين؛ ملاك البنايات ممن لا يعالجون الخلل والجهة المختصة بتوصيل وإمداد الشبكة للمواقع العامة والخاصة.. فالآثار الخطيرة للتسربات غير خافية على أحد.. وفي المقابل تقول أمانة محافظة جدة إن البلاغات التي ترد إليها بهذا الخصوص تحيلها إلى شركة المياه الوطنية لمعالجتها بحكم أن الملف من اختصاصها وفي حدود مسؤولياتها.