جماعات الهيكل المزعوم، التي تعتنق الخرافة التوراتية ببناء هيكل سليمان مكان المسجد الأقصى المبارك، تقوم بشكل شبه يومي باقتحام باحات المسجد وأبوابه، بمشاركة صريحة وسافرة من أعضاء الكنيست ووزراء الحكومة الإسرائيلية، وبحماية ضخمة من قوات جيش وأمن الاحتلال، حيث يتصدى لهم المرابطون في القدس رجالا ونساء، والذين وجدوا أنفسهم وجها لوجه أمام موجة العدوان العنصرية الإسرائيلية المكشوفة التي لا يسترها شيء، بل الحقد والكراهية والعربدة وجنون الخرافة هو المسيطر. ومعروف أن جماعات الهيكل المزعوم لم تنفذ جرائمها واقتحاماتها وممارساتها الإرهابية بشكل سري، بل هي منذ شهور تستعد لإحياء ما يسمى «ذكرى خراب الهيكل» وتدعو للحشد علنا، تناصرهم في ذلك حكومتهم بقيادة نتنياهو بكل أجهزتها العسكرية والأمنية، مستغلة انشغال الأمة العربية والإسلامية بمشكلاتها المأساوية. المقدسيون الأبطال بنسائهم ورجالهم وأطفالهم هم وحدهم في قلب المعركة كل شيء يخصهم في قلب الاشتباك، البيوت والأرض والقبور القديمة والشوارع الضيقة والأسواق وصوت الأذان والصلوات، كل ما هو حي ومقدس قائم في حالة الاشتباك، لأن كلمة مرابطة في القدس ليست مجرد كلمة عابرة، بل هي فعل في حده الأقصى الخارق، فأين نحن مما يجرى في القدس؟! يا قدس، يا عنوان القضية، يا ساحة الاشتباك يا ملامح أمة في العقيدة والمكان والزمان، دمك لن يضيع هباء ووجعك لن يضيع هباء، والأمم لا تكون ولا تستحق أن تكون دون قضاياها الكبرى، فهل هناك أكبر وأقدس منك، يا قدس لتعتنقك هذه الأمة حتى تكون أمة بحق، وتستنهض من أجلك العالم حتى يكون العالم جديرا بالحياة والسلام والأمان.