ما من موسم يقدم سواء كان شهر رمضان المبارك أو العيدين المعظمين أو حتى العام الدراسي الجديد إلا وتجدنا في موعد محموم مع تجارنا الأعزاء على جيوبنا لا قلوبنا؛ موعد تراهم فيه وكأنهم في سباقٍ ماراثونيٍ لأيهم يرفع الأسعار أولا وأحيانا مضاعفتها وكأن بينهم تحديا على الشجاعة والبطولة في البدء والإقدام على هذا المنحى في الجشع، وليت الأمر يقف عند هذا فحسب، بل تجدهم يتفننون في خلق المبررات والحجج لجعلها سببا رئيسيا للرفع من لهيب الأسعار لمستوى يضاهي حرارة شمسنا قياسا بمستوى دخل الفرد، حتى أن مبرراتهم وحيلهم في كثير من المرات تنطلي على المثقف والحاذق والفطن، نتذكر جيدا ذلكم الوقت الذي كانت أسعار السيارات في مصانعها وبلد منشئها تتهاوى وتنخفض إلى نصف القيمة وإذ بوكلاء شركات تلك السيارات من تجارنا بالمقابل يرفعون أسعار نفس هذه السيارات لدينا رحمة بالصانع وببلده لا بالمستهلكين المواطنين الذين هم من أهلهم ووطنهم ومن بني جلدتهم، علاوة على نقلهم إلينا صورا وأخبارا مغايرة عن واقع بلد المنشأ وأسعار المصانع ويتكلمون بعكس لسان حالهم، إلى أن اكتشف شبابنا هذه الحيلة عندما تواصلوا مباشرة مع المصانع وزاروا بلدان المنشأ بأنفسهم وكشفوا زيف هذه الحيل التي انطلت على الكثير وشنوا ضدهم حملة اسمها (خلوها تصدي). وهناك أمثلة وحالات كثيرة على هذا المنوال مشابهة للمراوغات والالاعيب، وعندما عملنا بمبدأ شعبي أزلي وهو مقاطعة بضائعهم ومنتجاتهم وهو أبسط حق خاص بنا لا يمنعنا منه أحد ولا تجبرنا أي جهة على شراء بضائعهم ومع ذلك أقام تجارنا الدنيا ولم يقعدوها على كل من أيد العمل وحاولوا الاستقواء بوزارة التجارة والصناعة، ومن واقع متابعتنا تيقنا من أن بعض تجارنا هم الاكثر ضررا بمواطنيهم؛ وعند حدوث كوارث وأزمات يسعون أيضا لاستغلالها لزيادة أرباحهم من جلد المتضررين بعكس باقي تجار العالم..!.