«مقلقة للغاية». ... بهاتين الكلمتين علق وزير الخارجية الأمريكي جون كيري على تصريح المرشد الإيراني علي خامنئي حول اتفاق الدول (5+1) مع إيران حيث توعد المرشد الإيراني بمواجهة السياسات الأمريكية. كيري لم يكتف بالقلق لا بل وصف هذه التصريحات بالمزعجة وهنا تكمن الحكاية في الدراما السياسية الأمريكيةالإيرانية المشتركة. خامنئي يملك سجلا حافلا من التصريحات والأعمال والمؤامرات لا يبعث على القلق والانزعاج وحسب بالنسبة للأمريكي لا بل يبعث على الاشمئزاز السياسي والأخلاقي، فخامنئي من مدرسة احتلت السفارة الأمريكية في طهران عام 1979 ومن المدرسة التي قتلت جنود المارينز عام 1983 ومن المدرسة التي صنعت الإرهاب في العراق وسوريا، من حق كيري أن يقلق وينزعج ومن حق العالم أن يضحك على قلق وانزعاج كيري ومن حق العالم أن يجلس شامتا متمتعا بهذا القلق، فالذي يراهن على الخامنئي ومدرسته لن يحصد نجاحا ولا راحة ولا استقرارا ولا أمنا. قلق كيري سيزداد لأن تصريحات خامنئي ستتصاعد فهو لا يرغب ولا يجيد ولا يقدر إلا على هذه التصريحات وعلى هذا التصعيد، فالمثل يقول «من جرب مجرب كان عقله مخرب» ومن خرب عقله لا بد له أن يقلق وأن ينزعج. الاتفاق صدق عليه في مجلس الأمن وما لبث حبر هذا التصديق أن يجف حتى خرج الخامنئي ليتوعد السياسات الأمريكية، هي الحاجة الخامنئية لبقاء العدو ولاستمرار كذبة الشيطان الأكبر، فالشيطان إن سقط هنا ماذا عساه أن يفعل المرشد؟ خامنئي يتوعد.. كيري يقلق والعالم من حقه أن يعيش الدراما السياسية بين الطرفين. زياد عيتاني