رغم اختلاف مسميات التنظيمات والجماعات الإرهابية وتباين أفكارها إلا أن المنتمين إليها يجمعون على منهج واحد وهو قتل كل من يخالفهم في توجهاتهم الضالة سواء أكانوا رجال أمن أو علماء دين أو حتى أحد الوالدين. وتعيد الجريمة البشعة التي شهدتها محافظة خميس مشيط فجر أمس بقيام المطلوب الأمني «محمد الغامدي» بقتل والده وإصابة رجلي أمن خلال عملية القبض عليه، للأذهان جريمة إرهابية أخرى مشابهة وقعت قبل 12 سنة على أيدي عناصر تنظيم القاعدة الإرهابي أسفرت عن مقتل والد الموقوف خالد الفراج خلال تفتيش الجهات الأمنية لمنزله في الرياض. وأظهرت الحادثتان محاولة الآباء إنقاذ أبنائهم من وحل الفكر الضال المتطرف إلا أن نتيجة سعيهم لإنقاذهم من هذه الجماعات الإرهابية ومخططاتهم بأن قتلوا على أيدي أبنائهم. وتعود حادثة مقتل حمود الفراج والد الموقوف خالد الفراج لعام 1424ه عندما اقتضت مصلحة التحقيق لدى الجهات الأمنية بتفتيش مقر إقامة ابنه خالد الفراج فقام والده حمود الفراج بمرافقة رجال الأمن إلى منزل ابنه كونه يشترك مع والده في المنزل، وبناء عليه فقام رجال الأمن بالتنسيق مع والده حمود الفراج والذي كان مثالا للمواطن الغيور المخلص (وفق ما وصفه بيان وزارة الداخلية آنذاك) حيث أبدى تعاونا تاما واستقبل بنفسه المفتشين، ونفذت الإجراءات الأولية بيسر وسهولة حيث تم العثور على بعض المضبوطات، وقبيل الانتهاء من إجراءات التفتيش وأثناء تبادل الحديث بين والد الموقوف خالد الفراج وبعض المفتشين في الفناء الداخلي للمسكن انهمر وابل من الرصاص باتجاههم من خلال بوابة المنزل واتسع نطاقها لتشمل الطابق الأرضي حيث قتل على الفور المواطن حمود بن جوير الفراج -رحمه الله- وسقط إلى جواره ستة من رجال الأمن، وقد صدرت آنذاك توجيهات سامية بتكريم أسر الشهداء من رجال الأمن والمواطن حمود الفراج.