شتان ما بين القائد الفلسطيني الراحل أبو إياد وما بين حسن نصر الله، فالأول أخطأ مرة فقال طريق القدس تمر من جونيه، لكنه أصاب مرات ومرات، أما الثاني فقد أخطأ هذه المرة عندما قال إن طريق القدس تمر من الزبداني والقلمون وحلب وإدلب لكنه لطالما كان يخطئ في كافة المواقف التي يطلقها. نصر الله مجددا يصوغ المعادلات اللا منطقية ليطلقها أمام جمهوره لعله يلملم معنويات أو قلقا بدأ يصيب هذه القواعد البشرية. طريق فلسطين تمر في سوريا على دماء السوريين وأشلاء أطفالهم ودموع نسائهم، نعم فإسرائيل التي تبعد عن قرية نصر الله بضعة كيلومترات لا يمكنه أن يسلك طريقها، فهناك اتفاق إذعان وقعه عندما خاض مغامرته عام 2006 والعالم لا ينسى مقولته الشهيرة «لو كنت أعلم». نصر الله مجددا يصوغ المعادلات الفكاهية، فيتطاول على الكبار ولطالما كان التطاول على الكبار من شيم الصغار، والصغار جدا، فالأشجار الباسقة المثمرة التي لا تطالها الأيدي ترشق بالحجارة لعل وعسى يصيب الراشق من ثمرها بعض النصيب. طريق فلسطين تمر في القرى السورية، أو على أنقاض تلك القرى، فإن هدمت القصير تحررت نابلس وإن أحرقت الزبداني علت التكبيرات وأن أبيد مخيم اليرموك عاش مخيم الشاطئ. أي معادلات لأي زمن يصوغها نصر الله؟ يحاصر مخيم اليرموك ويقتل أهله الفلسطينيون من أجل أن تحرر فلسطين، فبئس الأرض التي تحرر بدماء أطفالها وأعراض نسائها. حسن نصر الله مجددا يصوغ المعادلات ويتجاهل معادلة واحدة لا لبس فيها، أنه مهزوم مهزوم مهزوم، إن لم يكن اليوم فهذا الغد قريب وقريب جدا. زياد عيتاني