يتعرض البالغون من وقت لآخر لنوبة إسهال قد تطول أو تنقص، وفي كثير من الأحيان تزول الحالة خلال فترة قصيرة دون مضايقة، ولكن هناك أنواعا من الإسهال جديرة بنشر الوعي عنها للوقاية منها وعلاجها بالطريقة السليمة، وأناقش هنا مجموعتين إحداهما النزلات المعوية أو التسمم الغذائي والأخرى الإسهال المزمن الناشئ عن التهابات داخلية. النزلات المعوية: تنشأ عن تلوث الغذاء بجراثيم مثل السالمونيلا غير التيفوئيدية، وتبلغ ذروة انتشارها في الصيف، أو بسبب تلوث الأكل بجراثيم مثل العنقودية الذهبية staph aureus، والتي تفرز مادة سامة لا يقضي عليها الطبخ وفي كلتا الحالتين يشعر المريض بإسهال وغثيان وقيء وآلام في البطن وتصاحب ذلك حمى. وتتفاوت الأعراض من شخص لآخر حسب مقاومته. واهم ما يميز التسمم الغذائي إصابة عدة أفراد بالأعراض بعد تناولهم طعاما مشتركا وتنتقل الجراثيم من الأشخاص الذين يحضرون الطعام الحاملين لها، أو من اللحم والدجاج والبيض أو السلطات الملوثة، أما الجراثيم العنقودية فكون مصدرها في الغالب من بثور جلد من يحضر الطعام أو في أنفه، وعند تلوث الطعام بها فإنها ستموت بالطبخ ولكن سمومها لا تتلف بالحرارة فتسمم الإنسان. وفترة الحضانة «من تناول الأكل حتى ظهور الإسهال» في حالة التلوث بالجراثيم تتراوح بين ساعات إلى يومين، بينما تظهر الأعراض بشكل أسرع عند التعرض لسموم الجراثيم من ساعيتن إلى 6 ساعات ويمكن التأكد من نوع التلوث الجرثومي بزراعة عينة من القيء أو البراز أو من بقايا الطعام الذي نتج عنه التسمم. وفي معظم الحالات يكون تأثير النزلة محدودا ولكن يجب الحذر على الأشخاص ضعاف المناعة مثل مرضى نقص المناعة، أو الذين زرعت لهم أعضاء وكذلك مرضى الأنيميا المنجلية وكبار السن. وأهم علاج في حالات النزلات المعوية هي مكافحة الجفاف باستخدام كمية كافية من السوائل، وخاصة أن مزيج القيء والإسهال يفقد الجسم كميات كبيرة من السوائل، ويمكن شرب الماء أو محلول مكافحة الجفاف وهو موجود في الصيدليات على شكل سائل في زجاجات أو بودرة ولا يحتاج إلى وصفة طبية، وميزة هذا المحلول احتواؤه على السكر والصوديوم والبوتاسيوم فيعوض الأملاح المفقودة، كما أن وجود السكر مع الصوديوم يحسن امتصاص الماء والصوديوم، وإذا كان القيء غير متباعد يمكن أخذ كميات قليلة من المحلول على فترات متقاربة. ومعظم المصابين لا يحتاجون إلى اكثر من السوائل، ومع التحسن يمكن أكل طعام خفيف مثل البسكويت الخفيف والأرز المسلوق والموز. وننصح بزيارة الطبيب إذا استمر القيء أو لم تتحسن الحالة خلال أيام قليلة أو إذا حصل جفاف. كما ينصح بزيارة الطبيب لضغف المناعة والحوامل ومن تجاوز الستين عاما. ولا داعي لاخذ اي مضادات حيوية إلا في حالات خاصة يحددها الطبيب. وهناك حالات يحصل فيها الإسهال بسبب السوائل. وأهم وسيلة للوقائة من النزلات المعوية هو عدم أكل الطعام من المحلات غير الصحية والحرص على غسل الايدي بعد زيارة الحمام للجميع، وخاصة من يحضرون الطعام. وعند تحضير الطعام من دجاج مجمد مثلا يجب وضعه في درجة حرارة الغرفة العادية حتى يذوب الثلج عنه بالكامل قبل طبخه وإلا فإن الجراثيم قد تسلم من حرارة الطبخ إذا كانت في جزء متجمد بالداخل ويجب إبلاغ الشؤون الصحية عن كل حالات التسمم الغذائي. ولا أنصح مريض النزلة المعوية بالصيام حتى لا يتعرض للجفاف وخطر الجلطات الوريدية.