في ظل الحراك التنموي الذي تعيشه المملكة، خاصة المشروعات المباركة لتوسعة المسجد النبوي وتطوير المناطق المحيطة به، جاء إنشاء «وقف المنورة» ليكون الأداة الفاعلة في تعزيز العمل التنموي في المنطقة، الذي انبثقت منه مؤسسة «نماء المنورة»، وهي مؤسسة غير ربحية لتطلق الكثير من المبادرات لدعم منظومة المنشآت المتوسطة والصغيرة، خاصة أن هذا القطاع الحيوي والمهم يشكل أكثر من 90% من المنشآت المسجلة في سجلات وزارة التجارة، بغرض تحقيق تنمية اقتصادية واجتماعية مستدامة إيمانا بأن دعم هذا القطاع ونموه سيكون له أثر إيجابي على الاقتصاد المحلي وتنميته وسيكون له دور كبير في دعم وتحفيز استثمارات الشباب المبادرين في مشاريع إبداعية تخدم المدينةالمنورة والاقتصاد الوطني بشكل عام وتخفيض نسب البطالة. وأوضح الرئيس التنفيذي لمؤسسة «نماء المنورة» أحمد المحايري أن المبادرات التي أطلقها صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان أمير منطقة المدينةالمنورة تهدف إلى توظيف آلاف الشباب والشابات واستيعابهم لمواجهة البطالة وذلك من خلال المبادرات التي تحتضنها مؤسسة «نماء المنورة»، لافتا إلى أن المؤسسة سوف تحقق تنمية اقتصادية واجتماعية مستدامة للمنشآت المتوسطة والصغيرة، مبينا أن أولى المبادرات جاءت في تدشين «خدمة المنورة» وهو مركز خدمات شاملة في مرحلته الأولى حكومي ومن ثم حكومي واستشاري بحيث يحصل المواطن على الخدمات الحكومية تحت سقف واحد من تراخيص وتعديلات وإضافات وغيرها وبالمستقبل القريب ستضاف عليها الخدمات الاستشارية لتحسين صناعة القرار لدى رواد الأعمال ورائدات الأعمال، وسنخدم النطاق البلاتيني لجميع الشركات والمؤسسات بشكل مجاني وسيضم مركز المنورة أمانة المدينةالمنورة ومديرية الجوازات وإدارة الدفاع المدني ووزارة العمل ووزارة التجارة والصناعة ومصلحة الدخل والزكاة وصندوق الموارد البشرية والغرفة التجارية كما يوجد قسم نسائي لخدمة رائدات الأعمال. فيما تتمثل المبادرة الثانية في برنامج «صنع في المدينة» برنامج توثيق وأختام لكل المنتجات الصناعية والزراعية والأسر المنتجة وهناك 4 مجالات للتصاديق والاعتمادات الخاصة بالبرنامج (زراعي وصناعي وتجاري وأسر منتجة) وقامت الشركة بدراسة على مستوى عالمي وصممت شعارا قويا سيروج في كل المنافذ البرية والجوية للمدينة المنورة لرفع القيمة الاقتصادية للمنتج المديني. فيما شملت المبادرة الثالثة «واحات المنورة للبيع بالتجزئة» وهي نقاط بيع متوزعة بالمدينةالمنورة، حيث سنقوم بتشكيل 50 نقطة بيع في العام الأول تتمركز في المنطقة المركزية وقباء والميقات وغيرها من المناطق التاريخية والأماكن العامة، ستتم الاستفادة من هذه المبادرة، حيث يتم توظيف أبناء وبنات المنطقة في هذا السوق الهام وسيتم تدريبهم بدعم كبير وتوظيفهم بدعم من صندوق الموارد البشرية ومن ثم بأخذ نسبة من الأرباح، وسيتم بيع المنتج الوطني بشكل مميز داخل هذه النقاط، حيث يشكل المنتج المديني والمنتج الوطني 70% والمنتج الذي أنتج داخل الدول الإسلامية بنسبة 30%، وهذه المنتجات لها الأولوية والحصرية، وذلك بهدف دعم هذه المنتجات والمبادرة الرابعة هي «حدائق المنورة الصناعية» وهي خطة لتمكين 100 مشروع متوسط الحجم ودعم رواد ورائدات الأعمال، حيث وقعنا مع هيئة المدن الصناعية وسوف نستلم 28 مصنعا تشكل الدفعة الأولى من هذه المصانع ستكون مجهزة حسب مواصفات الأمان والسلامة وستكون بسعر تنافسي، بالإضافة إلى التركيز على قطاع المرأة. وأضاف: إن المبادرات تتوالى بالتعاون مع أمانة المدينةالمنورة حيث يتم تطوير الحي التراثي بحديقة الملك فهد بمساحة 2200 متر لتكون أكاديميات لتعليم التصميم عالي الجودة لرفع قدرات وكفاءات بناتنا ليقمن بتصميم منتجاتهن، وتعمل إمارة المنطقة على محورين وهما تعزيز اليد العاملة الوطنية في مثل هذه المشاريع التنموية والتطويرية لمنطقة المدينةالمنورة مما حدا إلى تطوير بعض المبادرات لتعزيز قدرات الشباب والشابات لشغل قطاع التشغيل والصيانة، فهذه القطاعات مستمرة بينما قطاع الإنشاء قطاع غير مستمر، ونحن نهدف إلى استدامة الوظائف الوطنية، والنقطة الثانية لتفعيل استفادة المواطن بشكل كبير بالمواطنة بشكل كبير وتوزيع أكثر فاعلية للسنوات التي تخلقها هذه التنمية الاقتصادية من خلال صناعة قطاع منشآت متوسط وصغير فاعل منتج في مجال المقاولات ومجال الضيافة ومجال الفندقة ومجال البيع التجزئة ومجال الهدايا هذا المحور الذي عنيت به «نماء المنورة». وبين المحايري أن مبادرة «صنع في المدينة» دشنها سمو أمير المدينةالمنورة في جمادى الأولى الماضي، وسيتم استلام ال28 مصنعا نهاية العام 2015م، وسنعمل على الانتهاء من باقي المصانع تباعا، كما نعمل للتوسع في زيادة المستفيدين والمقبولين في المشاريع التي بدأنا فيها وكذلك تفعيل مشاريع أخرى في معهد القيادة والريادة بدعم من وزارة العمل وصندوق الموارد البشرية، وكذلك هناك مبادرة مع جامعة طيبة لتفعيل ريادة الأعمال مع الطلاب والخريجين وهذه المبادرات وغيرها سترى النور في الخطط القادمة. وأشار إلى أن هناك مبادرات خلال السنوات الثلاث القادمة نسعى من خلالها لخفض نسب البطالة لدى أبنائنا وبناتنا من خلال محورين وسيترجم ذلك من خلال توسع في أعداد الوظائف التي سيتم توفيرها وتوسع نوعي من خلال نوعية الوظائف.