شيخ عشيرة السالم السحمة من قبيلة بلي سليمان بن مظهر يحزنه اختفاء العادات الرمضانية الجميلة في عصرنا الحالي وهي العادات التي عاشها في شبابه حتى بلغ العقد السادس من عمره ولا يزال يحرص على قيم الترابط مع أقاربه وسكان الحي الذي قضى فيه جزءا كبيرا من حياته. ابن مظهر وأهل الحي درجوا على تقديم موائد الإفطار للمحتاجين وعابري السبيل ويتناولون معهم الأكلات الشعبية كالجريش والمرقوق والأرز بالسمن واللبن بالرغم من تنوع الأطباق الرمضانية. قرع الطبول (عكاظ) عادت بذاكرة بن مظهر إلى عقود ماضية فقال إنه سكن في حي المنتزه وبنى منزلا من الطين ولم تكن هناك كهرباء في ذلك الوقت وكل اعتمادهم على الفوانيس وعلى الحطب لطهي الطعام وإعداد القهوة والشاي ويقول إنهم كانوا يحصلون على الماء عن طريق السقا الذي يتولى تعبئة البراميل أمام منازل أهل الحي. وعن عادات سكان البادية: عندما يصل إليهم نبأ دخول رمضان يقوم أهل الهجن بتبليغ السكان في بيوت الشعر على أطراف القرى أما سكان المدن فيدركون دخول رمضان عند سماعهم طلقات المدفع الذي يفطرون على صوته طيلة الشهر فيما يقوم ما يسمى بالمسحراتي بقرع الطبول لتذكير السكان بموعد السحور وإيقاظهم لصلاة الفجر فيما يقوم أهالي الحي خلال موسم رمضان بالتجمع والتسامر وتناول الإفطار الجماعي ويحرص الكثير من الأبناء الذين يعملون خارج تبوك على قضاء رمضان بين أهلهم وأقاربهم للاستمتاع بالأجواء الروحانية والأسرية. تغيرات كبيرة وعن أبرز الأكلات الشعبية التي كانوا يتناولونها سابقا أشار إلى أن الأطباق الرئيسية كانت هي الجريش والمرقوق ويتسحرون على الأرز بالسمن واللبن وكانوا يحافظون على النعمة ويقدمون وجبات الإفطار للمحتاجين وعابري السبيل، حيث توضع موائد الإفطار على قارعة الطريق أو في المساجد، كما يحرصون على حضور مجالس الذكر والاستماع للأحاديث النبوية وقراءة القرآن وبعد أدائهم لصلاة العشاء والتراويح يجتمعون في كل يوم عند فرد من أبناء القبيلة أو الجيران للتسامر والاستماع للرواة والقصائد أو لعب الورق، واعتبر بن مظهر أن الروابط الاجتماعية في السابق كانت متأصلة خصوصا في رمضان، أما في وقتنا الحالي فأصبح من النادر أن يجتمع كافة أفراد الأسرة الواحدة على موائد الإفطار أو السحور طيلة شهر رمضان، كما أن البعض هداهم الله في وقتنا يبالغون في إعداد الموائد الرمضانية فنجد العديد من الأصناف لا يؤكل منها إلا القليل وهذا إهدار للنعم ويفقدنا القيمة الحقيقية لشهر الصيام الذي يجب أن يشعرنا بحال الفقراء والمساكين.