في هذه الأجواء التي نترقب بها بشوق إطلالة شهر رمضان المبارك شهر الرحمة والمغفرة نستعد له بما لذ وطاب من أصناف الأطعمة.. ونحن آمنون مطمئنون على أنفسنا وعلى أولادنا ونتجمع نحنُ وأسرنا فنسعد سويا بتأدية العبادات والتقرب إلى الله بأجواء رمضانية جميلة، ولكن في هذه الأوقات من عمر الزمن نجد أبطالنا البواسل جنودنا حماة الوطن مرابطين على الحد الجنوبي تاركين خلفهم أسرهم وفلذات أكبادهم وهم لا يزالون عيونا ساهرة في حمى الوطن بينما نحن نغط بمنام هادئ ومُريح على فرش ناعمة لا قلق ولا خوف.. فماذا عسانا أن نقول لجنودنا البواسل الذين قدّموا أرواحِهم دفاعاً عن أرض الوطن وعن شعبهم فحقا لا نجد من العبارات ما يفيهم حقهم.. وصدق قول الله تعالى (من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدّلوا تبديلا). فما نقول لهم إلا قدركم الله على هذه المهمة وثبّت أقدامكم وقلوبنا معكم أينما كُنتم.. رحم الله شهداءكم فأنتم عز الوطن ورجاله وسيوفه المسلولة وإلى الأمام يا أسود الثغور.