واستدار بوجهه نصف استدارة؛ فأكمل الآخر النصف الباقي، والتقيا في دائرة بلا محيط، ولا ذاكرة. واستقطب بعيدي بعيدك، أيقظه، وجمله. فارتدا لا تعرف منهما أول الدائرة، وآخره. كشجرة صلبة الجذع والأغصان، حتى كأن لا اخضرار، وخضراء الأوراق، ومنهمرة الفروع الجديدة اليانعة، حتى كأن لا صلابة. تتعكر المرآة من تشوهات الصور، ثم تخون ذاتها؛ فتكتظ في الخيال، وفي الحس تداخلات الانسجام المزيف. الجمال أشعة الشمس على أوراق شجرة، أو على باب كهف. السطور تنظر في نوايا الكلمات؛ فتعد لها الاعوجاج اللازم، أو الاستقامات المطمئنة. ويتخذ من كل خطوة راحلة مأوى، أو مآلا ممكنا. الخالص مما نحب، رائحة الشاي المتفشية، مثلا، رسولها الذي يستدعي من كل جميل خالصه؛ ليحاول أن تعامله أنت، أيضا، بندية؛ فستدعي له خالصك. كمدينة بعد هجرها هشمت قلبها الحروب. لا شيء مستعادا يكاد يتفوق على أوله كالضحكات. بروح مقاتل مصمم على الانتصار، تتواصل روحه، روحا فروحا، إلى أن يشق من غبار الوقائع، طريق النهار. منحتك الفرح أيتها الطبيعة، لما رأيتك؛ فابتلعته، وعدت حزينا. ويهبط كالنور خفيا مبهرا، وينسحب. بين كل طية وطية حيوات متجاورة، ولكنها متغايرة، كأنها عوالم لا تتصل.. الخطوات الطويلة التي مشيتها في طريق الوهم جعلت رجوعك إلى الطريق كالوهم. أراني فيك، أقفز كي أكتمل، أرنو إليك، مكتملا أنا.. هناك.