تجسدت الوحدة الوطنية بين القيادة والشعب في الحفل البهيج الذي شرفه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أمس الأول وشارك فيه نحو 5 آلاف مواطن من أهالي مكةالمكرمة رفعوا فيه الصوت «مرحبا بملك العزم والحزم سلمان»، وجددوا فيه الولاء والطاعة والبيعة لولاة الأمر، فيما تولى نحو 1000 شخص من أبناء مكةالمكرمة رسم لوحة شعبية متكاملة جسدتها المقامات اليمانية والحجازية ورقصات المزمار ولعبة الصهبة، كل هذه الالوان الشعبية كانت حاضرة بقوة في الحفل الكبير الذي أقامه المكيون تكريما لخادم الحرمين الشريفين بمناسبة توليه مقاليد الحكم. وفي معرض ممتد على مسافة تجاوزت الألف متر، كانت المعارض المصاحبة حاضرة في حلة تبهج الناظرين حيث أقيمت الحارة المكية بكل جمالياتها وروعتها وعبقها وقدمت فيها المأكولات الشعبية التي ضم جناحها الفول والمعصوب والهريسة والمبشور والكباب الميرو والكبدة والتقاطيع والمراجيح والمداريه، وجناح آخر خصص للتراثيات ومركاز العمدة ونموذج لمجلس مصغر داخل المنزل والقهوة الشعبية والفخراني وحامل السبح والمنجد والقطان والعطارين والخرازين والعقالين. وأثناء جولة الملك سلمان في المعارض توقف في جناح المعرض النبوي (السلام عليك أيها النبي) مستعرضا أجزاء من الصنوعات التوضيحية التقريبية والوسائل التعليمية لبعض المقتنيات الشخصية للنبي صلى الله عليه وسلم سيما الأدوات الحربية منها، وشاهد جزءا من اللوحات الحائطية المعروضة فيه والتي توثق السيرة النبوية بأساليب تقنية حديثة تحاكي التطورات العصرية في وسائط التعليم وتقرب الصورة التي كان يعيشها الجيل النبوي. وتشرف الدكتور ناصر بن مسفر الزهراني المشرف العام على مشروع (السلام عليك أيها النبي) بإهداء نسخة من السيرة النبوية من القرآن الكريم لمقام خادم الحرمين الشريفين كأول إنسان يتسلمها بمستوياتها الثلاثة، السيرة النبوية اليسيرة، والسيرة النبوية الوجيزة، والسيرة النبوية في دقائق، تسلمها في مقر الحفل ولي ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، فيما تم إهداء النسخة الثانية لصاحب السمو الملكي ولي العهد الامير محمد بن نايف بن عبدالعزيز، والنسخة الثالثة لسمو ولي ولي العهد. وأكد الدكتور ناصر الزهراني أن زيارة خادم الحرمين الشريفين تمثل رافدا مهما لكل باحث في التاريخ يبحث عن التميز، حيث رسمت تلك الزيارة خارطة طريق حقيقة لمعاني الدعم والتشجيع للباحثين، وهذا غير مستغرب على قائد عرف بسعة معرفته واطلاعه وشغفه بالقراءة في التاريخ وحبه للمعرفة، وهذا بلا شك سيظل محفزا لنا لمزيد من العمل والبحث بما يخدم الشريعة الإسلامية السمحة والعمل على خدمة السنة النبوية وفق منهج معتدل يرتكز على الوسطية ويتوافق مع توجيهات قيادتنا الرشيدة. بدوره قال رئيس الغرفة التجارية ماهر جمال وأحد أبرز القائمين على الحفل، ل«عكاظ»: أن الجميع عمل بروح الفريق الواحد حرصا على تقديم صورة مشرفة عن أهالي مكةالمكرمة في حفل يمثل الأهم والأبرز، وعملت اللجان طوال الفترة السابقة على اخراج الحفل بأحلى صورة، فيما كانت سعادة المكيين كبيرة وهم يشاركون في الحفل احتفاء بملك الحزم فحضروا جميعهم كبارا وصغارا، شيبا وشبابا للمشاركة بالفكرة والتخطيط والتنفيذ حبا لخادم الحرمين الشريفين، ولأن حضور أهالي مكةالمكرمة كان مميزا في التخطيط والتجهيز فقد جاء الحفل مميزا ومتفردا.