ليس مثل غيره يملأ الأماكن صخبا، ولا مثل غيره يصدر بيانات استنكار واستهجان واحتجاج، بل ارتضى بما فرض عليه، وهنا إشكالية يجب أن نتحدث عنها بما يجب إن أردنا أن نكون صادقين مع مدرج تعب مما يحدث لناديه!! أعرف أن الأهلي راقٍ، وأن مسيريه مثاليون لدرجة المبالغة في المثالية، في وقت كل الأندية بما فيها العروبة والشعلة كانت تبحث عن حقوقها من كل الجهات، فلماذا فقط الأهلي ينحني أمام واقع لا يعترف إلا بالصوت العالي!! لو الاتحاد أو النصر أو الهلال تعرض أحدهم لنصف ما تعرض له الأهلي كانت وسائل الإعلام مددت برامجها وزادت في صفحاتها الرياضية حتى تستوعب الاحتجاجات والبيانات!! النصر الذي توج بطلا للدوري شعر في مباراته أمام الرائد بالضيم، فوجه رئيسه إنذارا أخيرا للاتحاد السعودي لكرة القدم، فغرم الأمير فيصل بن تركي بخمسين ألف ريال، وهذا يحسب للنصر ويحسب على غيره! أتمنى أن لا يفهم كلامي أنني ضد مثالية الأهلي أو ضد توجهه، لكنني ضد أن تنعكس هذه المثالية سلبا على الأهلي، وضد المبالغة في المثالية، والتي تفسر أحيانا أنها ضعف!! مثلا، في الوقت الذي يضرب فيه الإعلام المتعاطف مع الأهلي بقوة، تجد أن الرأي الرسمي لا حس ولا خبر، حتى والنصراويون يطاردون الأهلي أمام الفيصلي والفتح، والجماعة في الأهلي كأن الأمر لا يعنيهم، تاركين الإعلام المتعاطف مع ظلم الأهلي وحيدا في ساحة لا تعترف إلا بروح الجماعة!! انتهى الدوري، وفاز النصر، فتسابق الأهلاويون لمباركة النصر، وهذا حقهم بل من واجبهم، لكن ليس على حساب إعلام قال واحد منهم: لن أبارك للنصر، وقال آخر: دوري الأهلي ذهب للنصر، فهذا الإعلام كان يبحث عن صوت أهلاوي رسمي يقول عبر كشف حساب: هكذا خسرنا الدوري، لكن وجدنا صوت الأهلي يبارك للنصر ومجد في روح المنافسة، وكأنه يقول: لا علاقة لنا بالإعلام، وهنا بلا بوك يعقاب!! النصراويون استغلوا ذلك ورموا إعلام الأهلي بالطماطم والعبارات الفاسدة ومجدوا في خطاب الأهلي الرسمي الذي يستاهل التمجيد؛ لأنه كان جزءا من استمرار الضيم على الأهلي!! ثلاث خسائر من الأهلي لم يعترف بها النصر رغم أنها كانت بأهداف كلها صحيحة، حيث شكك فيها النصراويون وما زالوا، دون أن نسمع أي أهلاوي يقول نصف كلمة، فماذا نسمي هذا تكتيك أم تكنيك أم مثالية زائدة!! قد نختلف وقد نتفق، لكن كان الإعلام الموالي أو المتعاطف مع الأهلي قوة ضاربة أضعفها الخطاب الرسمي للنادي الذي صمت على ما لا يمكن أن يصمت عليه أي شخص، فثمة آخرون لا يميلون للأهلي تعاطفوا معه من باب إحقاق حق ليس إلا!! ومن السلبيات التي سجلت على خطاب الأهلي الرسمي صمته على تجاوزات الاتحاد السعودي ولجانه احتراف ومسابقات وغيرها كانت تمرر كل شيء على الأهلي ومن خلال الأهلي، والمعنيون كأن الأمر لا يعنيهم!! ودي أزيد في الحديث عن الأهلي، ولكن لا أريد أن أزيد الغبن غبنا، لكنها مجرد ملاحظات وددت سردها، ولا سيما أن الكل بدأوا يتطاولون على الأهلي أندية وغيرها، حتى ذاك العضو المنسي عاد للصفحات الأولى والبرامج بتصريح ضد الأهلي دون أن نسمع من قال له: كيف الحال يا الحبيب!! انتهى الديربي بتعادل أفرح الاتحاد ولم يحزن الأهلي فلمن نقول مبروك!! ومضة مرسلة تعبت الظلم وإجحافه!.