فيما ينطلق الحوار اليمني في الرياض اليوم، فإن غياب الطرف الحوثي يثير علامات الاستفهام حول موقف هذه الميليشيات من مستقبل الدولة اليمنية، ويكشف هذا الغياب الرافض للحوار عن أن هذه الجماعة لا تسعى إلى إنقاذ اليمن أو بناء الدولة، كما يشير العنوان العريض للقاء، ولكنها تسعى بكل ما أوتيت من قوة ودعم إيراني إلى هدم الدولة وتفتيتها وتمزيقها. إن هذه الجماعة الانقلابية التي تقصف المستشفيات والمساكن الآهلة بالسكان، وتستخدم الأطفال دروعا بشرية، لا يمكن أبدا أن تهتم بالحوار والتفاهم السياسي من أجل مصلحة اليمن أرضا وشعبا، لأن من نكثوا العهود ونقضوا الوعود وتحللوا من كل اتفاقات الشراكة السابقة، وانكشفت ألاعيبهم للعالم أجمع، لا يمكن الثقة بهم حتى ولو حضروا جلسات الحوار ووقعوا على ما جرى الاتفاق عليه. فزعيم جماعة أنصار الله عبدالملك الحوثي أو كما يطلقون عليه «الحوثي الصغير»، الذي يعيش في جلباب حسن نصر الله، لا يفهم مصطلحات الحوار، والشراكة الوطنية، فهو وعلى طريقة زعيم حزب الله يريد الاستحواذ على السلطة بمفرده دون بقية الشركاء في اليمن. هؤلاء الحوثة بدءا من الأب ومرورا بالأبناء عبدالملك وأخيه يحيى إلى أصغر حوثي، يجمعهم التعصب الطائفي الأعمى، ولو أدى ذلك إلى تدمير اليمن بكامله، كما يعملون وحليفهم الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح على تسهيل سيطرة إيران على اليمن.. فهناك عشرات الأدلة الدامغة التي تؤكد أن ولاء هؤلاء الحوثة ومعهم حزب الله لطهران وليس لأوطانهم. وانطلاقا من ذلك، فإنه بات مطلوبا الآن وقبل فوات الأوان، إخضاع هؤلاء الذين يعبثون بمقدرات الأوطان إلى مزيد من العقوبات الدولية والإقليمية، وتشديد الحصار عليهم، وممارسة المزيد من الضغوط حتى ينصاعوا، وإن كان الأمل في ذلك يبدوا ضعيفا. محمد فكري