يشكل الإعلان ووضع حجر الأساس لمركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، الذي تفضل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بوضع حجر أساسه أمس في الرياض، منعطفا كبيرا وهاما في العمل الإغاثي والإنساني، ليس فقط على مستوى المنطقة، بل على مستوى العالم، وذلك نظير الجهود الإغاثية والإنسانية الكبيرة التي بذلتها المملكة وتبذلها قيادتها الرشيدة وشعبها الكريم على مدى عقود مضت، وشملت هذه المساعدات والأعمال كل المناطق المنكوبة والمحتاجة على المستوى العربي والإسلامي والعالمي. إن جهود المملكة في الأعمال الإغاثية والإنسانية لا تنطلق من مصالح خاصة، ولا ترجي من ورائها أي مردود أبدا، أو تخصصها لمحتاج على اعتبار سياسي أو عنصري أو غيره، بل هي تفعل ذلك من منطلق ديني وإنساني بحت لا تأثير فيه للعوامل السياسية أو الاقتصادية أو غيرها، وترى أنه واجب عليها، ففي الوقت الذي تمثل المملكة ثقلا كبيرا في العمل السياسي والاقتصادي، هي أيضا تمثل ثقلا كبيرا في العمل الإغاثي والخيري، ودول العالم ومنظماته بكل توجهاتها تشهد بذلك، بل تصنف المملكة في النطاق الأول في الدعم الخيري والإنساني، وهذا المركز قائم على البعد الإنساني بعيدا عن أي دوافع أخرى، بالتعاون مع المؤسسات والهيئات الإغاثية الدولية المعتمدة، وحرصا على إخواننا في اليمن الشقيق، وسيولي هذا المركز أقصى درجات الاهتمام والرعاية للاحتياجات الإنسانية والإغاثية للشعب اليمني. وليس هناك توضيح لأهداف المركز أكثر مما قاله خادم الحرمين الشريفين في كلمته، والتي أكد فيها أن إنشاء هذا المركز يأتي انطلاقا من تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف التي توجب إغاثة الملهوف ومساعدة المحتاج، والمحافظة على حياة الإنسان وكرامته وصحته وامتدادا للدور الإنساني للمملكة ورسالتها العالمية في هذا المجال، وأن هذا المركز سيكون مخصصا للإغاثة والأعمال الإنسانية ومركزا دوليا رائدا لإغاثة المجتمعات التي تعاني من الكوارث؛ بهدف مساعدتها ورفع معاناتها لتعيش حياة كريمة، كما أعلن عن تخصيص مليار ريال للأعمال الإغاثية والإنسانية لهذا المركز، إضافة إلى ما سبق أن وجه به من تخصيص ما يتجاوز مليار ريال استجابة للاحتياجات الإنسانية والإغاثية للشعب اليمني الشقيق. وهذا، بدون أدنى شك، يؤكد بعون الله وقوته أن خير هذه البلاد مستمر لكل محتاج ومحتاجة، وأنها تقف مع الضعفاء والمحتاجين في كل مكان، وأن أفعالها تسبق أقوالها بكثير.