هذه قصة مأساوية عشت أحداثها لحظة بلحظة ومهداة لمعالي وزير الصحة الجديد ليستنبط الحال الذي وصل إليه الوضع الصحي في بعض مستشفياتنا الحكومية أما الخاصة (فحدث ولا حرج)... هذا طفل في السادسة من عمره دهس أحد الأقرباء قدمه اليمنى مما تسبب في تهتك قدمه (الغضة) وقام بنقله على الفور إلى مستشفى حكومي في العاصمة المقدسة وفي قسم الطوارئ حصل ما لم يكن في الحسبان حيث أهملت الحالة ولم ينظر إليها لا طبيب ولا ممرض أو ممرضة وكان قسم الطوارئ مكتظا بالمرضى ولا يوجد إلا طبيب واحد فقط ثم طلبت من الدكتور أن ينظر إلى هذا الطفل البرىء الذي يبكي وينزف دما وقدمه متهتكة، وقال بعد مرور ساعة من وصول الحالة سنقوم بالاتصال بالطبيب المختص ليحضر... فما كان منا إلا أن قمنا بنقله إلى مستشفى حكومي آخر و(متخصص)!! وأيضا بالعاصمة المقدسة وبدأنا نجري اتصالات مع من نعرفهم ونحن في طريقنا لذلك المستشفى التخصصي وعند وصولنا للطوارئ كان الحال لا يبتعد كثيرا عن الحال الذي كان عليه الحال السابق.. زحام شديد في قسم الطوارئ، وعدد الأطباء قليل... وبعد اتخاذ ما يلزم من إجراءات قرر دخوله المستشفى وقال الطبيب المعالج لوالديه (خلوه صائم) حتى الغد حيث لديه عملية جراحية.... وجاء الغد صباحا ظهرا فعصرا فمساء ثم قرر تأجيل العملية وكررت العبارة لوالديه لليوم الثاني (خلوه صائم...) وكرر نفس الموقف والوالدان يعيشان تحت ظروف نفسية سيئة للغاية بسبب هذا التأجيل وهذا التصرف اللامسؤول والذي يعكس درجة اللامبالاة في التعامل مع مشاعر الناس... والسؤال الذي يطرح الآن هو: «لماذا تم التأجيل حينما تم تحديد الموعد»...؟؟!، أليست العمليات الجراحية مجدولة ومبرمجة... إن ما حصل يعكس جانبا مهما مما هو عليه الشأن الصحي الذي لم يتغير أبدا ناسين أو متناسين الحالة النفسية التي يكون عليها أهل المريض. أما تعامل الأطباء مع المرضى فهذه قضية أخرى تحتاج إلى حلقات.. ولا نقول سوى (حسبنا الله ونعم الوكيل).