خاب من قال إن ما يحدث في العالم العربي قد أثمر.. قد أصبح لنا ستة أمثلة على الانتصار الوهمي للدول العربية وهم: تونس وليبيا ولبنانوسوريا ومصر والعراق. الإسلام في غير الدول العربية في إندونيسيا وماليزيا وتركيا، صنع معجزة الاقتصاد الناجح. والإسلام في باكستان يصنع معجزة الإسلام الذي يدخل إلى قلب الذرة. عن أبي هريرة رضي ألله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «سيأتي على الناس سنوات خدّعات، يُصَدق فيها الكاذب ويُكذَّب فيها الصادق، ويُؤتمن فيها الخائن ويُخوَّن فيها الأمين، وينطق فيها الرويبضة. قيل وما الرويبضة يا رسول الله؟ قال: الرجل التافه يتكلم في أمر العامة». فعندما نشاهد الحوارات على القنوات الفضائية ونستمع لمن يتكلم عن وضع الدول العربية وكأنه عالم لا يعلم غيره في العامة فنتذكر حديث الرسول صلى الله عليه وسلم، لنعرف أن الكثير منا أصبح «رويبضة». وكلما أفتح التلفاز وأشاهد ما أصاب العرب أتذكر أغنية «بساط الريح»، وكيف كان وضع الدول العربية في العقد الخامس من القرن الماضي. يقول المطرب: بساط الريح جميل ومريح، يا طاير فوق وكلّك ذوق، أنا مشتاق وبراني الشوق، ودواي في سوريا وفي لبنان. نسيم لبنان شفا الأرواح، عليل القلب عليه يرتاح. هكذا كان هواء لبنان شفاء للقلب العليل. كنا نسافر إلى لبنان لنتذوق من هوائها العذب وخضارها وفاكهتها إلى درجة أننا فتحنا محلات بيع عصير الفواكه وسميناها «فاكهة لبنان». فأين هذا النسيم اليوم. ويا مشتاق لبرِّ الشام. كان الشام، نشتاق لبره وتاريخه الإسلامي. سورياولبنان قامات وقدود، عليها بشوف عيون وخدود. تزوّد نار القلب ببارود، أنا أعشق سورياولبنان. سورياولبنان كانتا دولتين كادتا أن تكونا روحا وشعبا واحدا. اليوم أصبحتا متفرقتين متباعدتين. نروح يا بساط على بغداد، على بغداد على بغداد. بلاد خيرات بلاد أمجاد. أين أنت يا بغداد بلاد خيرات بلاد أمجاد. أين خيراتك وأمجادك. أما الكرم للضيف مخلوق فرضنا، آه يا زلم آه يا زلم. يا به يا باي. يا دجلة أنا عطشان ما أقدر أرتوي. من حسنك الفتان هذا الكسروي، في كل رمشة عين خنجر ملتوي. لو صاب مني القلب يعدمني عدم. جف نهر دجلة وأصبح تراب. آه يا زلم أه يا زلم. بساط الريح يا أبو الجناحين، مراكش فين وتونس فين. بلاد الحوت، والغلة والزيتون، فيها الشفايف قوت، وللشراب عيون. ياللي عليها تفوت، اشبعْ طعام وشراب، ولا تزيد يا خي. تونس أيا خضرة، يا حارقة الأكباد غزلانك البيضاء تصعب على الصياد. غزلان في المرسى ولا في حلق الواد. على الشطوط تعوم. هل تونس خضراء اليوم أم أصبحت صحراء. بساط الريح قوام يا جميل أنا مشتاق لوادي النيل. من منا اليوم يستمتع بوادي النيل، راح يا زمن. أنا لفيت كثيرا ولقيت البعد عليَّ يا مصر طويل. خاب من قال إن ما يحدث في العالم العربي قد أثمر. للتواصل (( فاكس 6079343 ))