إليكم يا مصدر فخرنا وعزتنا إليكم أيها المرابطون للدفاع عن الدين و الوطن، إليكم يا من تبيتون بعيدا عن أهلكم ساهري الليل لينام مواطنوكم آمنين وتكابدون البرد والحر لينعم الوطن وأهله.. وتموتون لنحيا.. إليكم نقول: لو تعلمون كيف رفعتم رؤوسنا بين أصقاع الدنيا.. وكيف أدخلتم الطمأنينة في قلوبنا... لزدتم فخرا وثباتا على ما أنتم فيه من فخر وعزة وثبات.. إنكم يا حراس الوطن وحماته تتبوؤون منزلة ترقى فوق كثير من المنازل. فعن سهل بن سعد رضي الله عنه أن رسول الله قال: (رباط يوم في سبيل الله خير من الدنيا و ما عليها). ويقول عبدالله بن عمرو (لأن أبيت حارسا وخائفا في سبيل الله عز وجل أحب إلي من أن أتصدق بمئة راحلة). وعن ابن عمر عن النبي أنه قال: (ألا أنبئكم بليلة أفضل من ليلة القدر، حارس حرس في أرض خوف لعله لا يرجع إلى أهله). إن الوطن الذي تدافعون عنه أيها الأسود البواسل هو مهدنا حيينا في كنفه وألفنا تربته ونحب جواره واجتهدنا في عمرانه والحفاظ عليه أمانة كبرى في أعناقنا وأنتم أول من أوفى بهذه الأمانة وأثبتم أنكم أهل للمسؤولية وعند حسن ظن مليككم وشعبكم بكم .. لقد أثبتم للعالم أجمع أنكم أهل للمسؤولية وأنكم على قدر عال من الإعداد والتدريب والتمكين.. وأثبتم أنكم لستم مصدر فخر لوطنكم فحسب وإنما عدتم مصدر فخر لأمتكم التي أصبحت تشد الظهر بكم.. فمن يجود بنفسه فذلك هو غاية الجود والعطاء والفداء.. إنكم بإذن الله تعالى تحققون الأجر الكبير والثواب الجزيل فلتهنؤوا بما أعده الله تعالى لكم وأنتم تذودون عن حمى الوطن برا وبحرا وجوا.. وهنيئا لمن عمل على إعدادكم أيها الأبطال لهذه التضحيات وهم وطنكم وأهلكم الذين استودعوكم الله دفاعا عن الأرض والعِرض.. وحماية المقدسات.. فأنتم تاج رؤوسنا وعنوان مجدنا.. إن حماية الوطن تتطلب منا جميعا كثيرا من الواجبات وأولها الدعاء للحاكم وللوطن ولكم.. يقول أحد العلماء «لو أن لي دعوة مجابة لجعلتها في الحاكم». نسأل الله العلي العظيم أن يحميكم من كل سوء وأن يسدد بالنصر خطاكم وأن يمن على وطننا بالخير والرخاء وأن يديم أمنه وأمانه ونعمه.. إنه على كل شيء قدير..