أجمع أغلب المحللين التحكيميين، على ضعف مستوى الطاقم التحكيمي «الأجنبي»، الذي أدار مباراة فريقي الاتحاد والنصر في الجولة 21 من دوري جميل للمحترفين، بقيادة الحكم السلوفيني سلافكو فينيسك. جاء هذا الإجماع من قبل بعض حكامنا الدوليين السابقين، ولم يأتِ من قبل جمهور هذا الفريق أو ذاك، مما قد يخضع لتغليب الميول والمصالح الخاصة، وقد فند هؤلاء الحكام في تحليلاتهم أبرز الأخطاء ونقاط الضعف لدى حكم تلك المباراة الهامة جدا، ومن بينها: عدم احتسابه لثلاث ركلات جزاء، تغاضيه عن احتكاكات قوية وضارة بين بعض لاعبي الفريقين يستحق بعضها الطرد، سوء تمركز الحكم... إلخ، (وهذه محصلة متوقعة قياسا لما عليه مستويات طواقم التحكيم الأجنبية التي نستدعيها...!!!). ولست هنا بصد سرد ما جاء في تحليلات الخبراء التحكيميين من تفاصيل دقيقة عن الحالات، فقد انتهت تلك المباراة وتضرر من تلك الأخطاء من تضرر، والعكس صحيح أيضا، تماما كما هو شأن سواها من مبارياتنا التي منيت مخرجاتها بنفس المصير جراء «الاعتلال التحكيمي» الذي أصبح قاسما مشتركا بين جل حكامنا المحليين وطواقم الحكام المتواضعة التي نستدعيها. إلا أن أدنى نسبة من ذلك الضرر والتضرر لن يقبل بها فيما هو قادم من آخر وأهم الجولات في الدوري، مما يملي على الاتحاد السعودي لكرة القدم، التدخل الجاد والمباشر لإحاطة «عنق زجاجة الدوري»، وجولاته الحرجة. وما يتخللها من مباريات حساسة ومصيرية، بما يكفل لها طواقم تحكيمية «نوعية» فتوزيع المهام والمسؤوليات في أي منظومة عمل لا يمكن أن يحول دون تدخل الرئيس المباشر، إذا ما دعت الضرورة، واقتضت المصلحة العامة، وإذا لم تدع الضرورة وتتطلب المصلحة العامة تدخل المسؤول في مثل هذا المنعطف الخطر من الدوري، فهذا لا يعني فقط عدم الاكتراث باحتقان الوسط الرياضي جراء كل ماسبق من مسلسل الكوارث التحكيمية، بل أيضا القبول بمزيد من الأضرار التحكيمية التي لن تشفع معها كل الحجج والمبررات. فالاعتلال التحكيمي لدينا لا يمكن إنكاره، كما لا يمكن لتكرار الاستعانة بطواقم حكام أجانب متواضعي المستوى أن يسهم في ترجيح كفة حكامنا لدى الوسط الرياضي فهذا الوسط يعي تماما بأن المقارنة تستوجب إحضار النموذج الأميز وليس الأضعف وأن الاستعانة بحكام أجانب بهذا الضعف لن يزيد الطين إلا بلة.. والله من وراء القصد. تأمل: كل ظنٍ ضمان لليقين. فاكس: 6923348